×

شيخ ماهر حمود: *" فرج جزئي "*

التصنيف: سياسة

2020-10-24  10:56 ص  254

 

 

الكثيرون لم يكونوا ليتوقعوا ان تكليف الرئيس سعد الحريري سيكون مدعاة سرور لهم واستبشار، كثيرون يخالفونه ولا يرون فيه الرئيس "المخلّص" الذي سينشلنا من الازمات وسيفتح باب الفرج للوطن ، وكثيرون يرون في تجربته ما يؤكد كل ذلك، ومع ذلك وضمن تراكم الازمات وتشعبها وضمن الفشل المتراكم على كل الصعد وضمن الضياع الذي يعيشه الوطن نرى ومعنا كثيرون ان تكليف الرئيس الحريري هو افضل ما يمكن لأسباب كثيرة:
اولا: لان التركيبة اللبنانية المعقدة لا تسمح بأفضل من ذلك في الظروف الراهنة.
ثانيا: لان البديل غير متوفر.
ثالثا: لان الذي يفترض ان يساعدنا على الخروج من الازمات، الفرنسي، قد تبناه وضغط على السعوديين ليقبلوا به على مضض ... الخ.
ولكن ينبغي ان نسجل ايضا ان موقف الرئيس ميشال عون جعل من هذا التكليف "انتصارا" بمقياس من مقاييس الحياة السياسية اللبنانية، وذلك ان الرئيس عون في خطابه الذي سبق التكليف اظهر وكأنه يعيش في كوكب آخر، او كأنه يخاطب اللبنانيين بما لا يعرفونه، يتحدث عن الاصلاح ويمارس عكسه، يتحدث عن التغيير وقد غيّر امورا كثيرة الى الاسوأ، يتحدث عن عراقيل وهو يعرقل كل الحلول وكل الوظائف والتشكيلات القضائية وغيرها.
لم يكن فخامة الرئيس موفقاً على الاطلاق في موقفه ، وظهر ان موقفه من تكليف الحريري هو من باب الكيدية السياسية وليس من اي باب آخر، خاصة وان الذي يعبّر عن الموقف هو جبران باسيل الذي "اجمع اللبنانيون" من كافة الاتجاهات على عدم القناعة به حتى لا نستعمل لفظا آخر.
نعم نقول لفخامة الرئيس ان دستور "الطائف" قد حدد صلاحيات رئيس الجمهورية ونقل اكثرها الى مجلس الوزراء مجتمعا، فجعله في كثير من الاحيان مكبلا بالوفاق وبالتوافق بين المكونات، وبمجلس النواب، وبكثير من المعوقات التي تجعله رئيسا شكليا بنوع ما، لكن في نفس الوقت، اذا نظرنا الى المساحة التي تركها دستور "الطائف" للرئيس، سنرى انه لم يكن موفقا بممارستها:
اولا: بيده مثلا ان يصدر قانون عفو خاص، (بشحطة قلم)، كما يقولون، كان يمكنه ان يخفف عذابات المظلومين في السجون بعد اعداد لائحة مفصلة لمن يستحق ذلك، (ولا نتحدث طبعا عن الارهابيين ومن قتل الجيش والجرائم الكبرى)، ولكنه لم يفعل ذلك ولن يفعل على ما يبدو، وكأنه يعيش في مكان آخر من الوطن... لماذا؟ هل لان الذين سيتم العفو عنهم هم من المسلمين بأكثريتهم؟ كما درجت العادة مؤخرا في المقياس الذي يستعمل في التوقيع على المراسيم هنا وهنالك؟ ام هل لانه يربط ذلك بالعفو عن عملاء اسرائيل؟ هل لامر آخر؟ كل الافتراضات تؤكد انه لا يتقن استعمال صلاحياته.
ثانيا: نكرر ان تعطيل التشكيلات القضائية وكثير من وظائف الدولة يؤكد ما نقول .
ثالثا: قضية (بدري ضاهر) وعدم توقيعه على احالته، واستمرار احتضانه بعد تراكم الاتهامات عليه، حتى ما قبل انفجار 4 آب يشكل نموذجا يؤكد كل شيء الا الاصلاح والتغيير.
رابعا: أزمة الكهرباء: نعم لم يقدم احدٌ دليلا ملموسا على صفقات مشبوهة بموضوع البواخر وغيرها، ولكن عدم الخروج من هذه الازمة منذ عشر سنوات الى اليوم يؤكد ان ثمة ما هو غير سليم، حيث تختفي الشفافية تماما.
خامسا: ان الدور الكبير الذي أُعطي لجبران باسيل بحيث رضي الرئيس ان يتخلى عن لقب (بيّ الكل) ليصبح فقط (بيّ جبران) امر قبيح لا نرتضيه لفخامته، لقد اغضب فخامته كثيرين ممن حوله من المخلصين والاكفاء وابعدهم ليحافظ على جبران، اي اصلاح نتحدث عنه بعد ذلك؟.
سادسا: في النهاية نقول للاسف الشديد نعم وبالتأكيد ان قوى عالمية كبرى، معلومة من الجميع، مستعدة لتجنيد كل قواها السياسية والمخابراتية وغيرها لافشال عهد الرئيس عون، ولتشويه صورته لأنه ناصر المقاومة وحالفها، هذا صحيح بالتأكيد، ولكن الصحيح ايضا انه في المساحة التي في يده ولم تصل اليها ايادي المخابرات لم يقدم لنا النموذج الصالح.
وصحيح انه وقف مع المقاومة وقفة رجل شهم وشجاع وكسر الكثير من التقاليد السياسية البغيضة واقتحم بمواقفه الكثير من "المحرمات" السياسية وحطّم اصنام السياسة والطائفية، ولكن بالمقابل، لقد قام بواجبه، فهل من قام بواجبه في مكان يحق له ان يتخلى عن واجباته في اماكن اخرى؟ بل ان يخالف واجباته ويخرقها بشكل فاضح.
لا حول ولا قوة إلا بالله...
في النهاية نتمنى من الرئيس الحريري ان يكون قد درس فعلا اخطاءه ونقاط ضعفه ليتجاوزها في المرحلة القادمة.... (ما اضيق العيش لولا فسحة الامل)...

 

رابط فيديو خطبة الجمعة 23-10-2020: https://youtu.be/0-LU3apffIY

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا