×

معركتنا مع ... ماكرون"

التصنيف: سياسة

2020-10-30  06:37 م  235

 

الشيخ ماهر حمود

الأفضل أن نحصر المعركة مع ماكرون بغبائه المميز، ولسنا قادرين وللأسف بفتح معركة مع فرنسا او مع الغرب، لأننا للأسف لم نحضِّر انفسنا للاستغناء عن صناعتهم ومنتجاتهم، ولنا ان نسأل: لماذا فعل ماكرون ذلك؟.
نحن امام احتمالين: انما هو غباء شديد وبله ،واما انه تبعية للدوائر الصهيونية المحيطة به، اما عن الغباء والبله فنستبعده لأنه حوله مستشارين اذكياء اشاروا عليه مثلاً بأن يدخل الى لبنان من بوابة السيدة فيروز ليُفهم اللبنانيين ان لبنان الذي يتواسط لأجله هو لبنان الفن والثقافة والتنوع وليس لبنان السياسيين الفاسدين ... الخ.
ولكن مستشاريه في فرنسا يبدو انهم صهاينة، او متصهينون، ولقد كان يستطيع ان يميز بين الاسلام وبين واقع المسلمين والا يزج نفسه بالفرية الكبرى مؤكداً بأن ما فعله الاستاذ (صموئيل باتي) وأمثاله يندرج تحت حرية التعبير، ولكن كما قلنا، الظاهر ان الدوائر الصهيونية تريد له الدخول الى هذا الصراع الذي سينتهي حتما لغير صالحه.
اما عن القاتل (عبد الله انزوروف) ابن الثمانية عشر عاما، من اصل شيشاني، فهو حتى الآن بالنسبة إلينا، وان لم تأتنا معلومات أخرى مناقضة، فإنه شهيد قام بواجب شرعي مستنفراً للدفاع عن نبيه وعن دينه.
واننا على ثقة ان الله سيسخّر لكل من يهزأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقتله او يهينه او يؤذيه اذىً بالغاً وفقاً للآية الكريمة { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) } (سورة الحجر).
ولقد ثبت ان المستهزئين أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا خمسة: الوليد بن المغيرة، العاص بن وائل السهمي، الاسود بن المطلب (ابو زمعة) ، الحارث بن طلاطلة والاسود بن عبد يغوث، تم قتلهم بأهون الاسباب بإشارة من اصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، او بورقة خضراء يشير بها الى احدهم ، او بشوكة بسيطة او بنزيف من جرح صغير ... الخ، ومن جهة اخرى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل اليهوديين اللذْين تطاولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعراض المسلمين: كعب بن الاشرف و سلام بن ابي الحقيق وتم ذلك وهنأ رسول الله الفاعلين... ففي الاستهزاء والإساءة ليس هنالك مسامحة، لقد سامح رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثيرين وزار اليهودي الذي وضع القمامة على باب بيته وسامح اهل مكة ... الخ، ولكن المستهزئين والمتطاولين لا يعاملون بالمسامحة.
ووفقا للآية، نحن نقدر ان الله تعالى يسخّر لكل من يهزأ او يسخر، من يضعهم عند حدهم، بغض النظر عن هوية المنفذ أو انتمائه.
ولنا ايضا ان نسأل الفرنسيين عن هذا التناقض الهائل بين شعاراتهم الكاذبة المأخوذة من الثورة الفرنسية عام 1789 التي تعتبر أم الثورات وأولها، وبين تاريخهم الاستعماري البغيض وجماجم مجاهدي الجزائر الذين لا يزالون يعرضونهم في المتحف حتى الآن، ومجازرهم في افريقيا حيثما وصلت جيوشهم الاستعمارية، وقصف دمشق الاجرامي عام 1925، حيث خلد احمد شوقي هذه الحادثة وأكد على البون الشاسع بين شعاراتهم وبين افعالهم سائلا كيف يكون ذلك: وينطبق بعضها على ماكرون:
رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ
إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا
دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ

وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ
على ماكرون ان يراجع موقفه السيء المنحرف، مع ادانتنا الكاملة لقتل غير المعنيين كالسيدة الفرنسية المسنة التي قتلت في الكنيسة وغير ذلك، ولكن للأسف الاستنكارات تصب على القتل وتستثني الاساءة الى المقدسات، كما لا يتم استنكار قتل المسلمين أو الطريقة الوحشية التي قتل بها عبد الهس أنزوروف على سبيل المثال.
ولا ننسى في النهاية ان نقول ان فرنسا شاركت في انشاء المجموعات الارهابية التي قاتلت في سوريا وليبيا، وهذه بعض بضاعتهم ردت اليهمـ فليحذر الجميع من مغبة اللعب بأمن الناس وبالمفاهيم الاسلامية .
هذا دون ان ننسى دعوة المسلمين الى حسن التزامهم بالإسلام وأخلاقه الحسنة ليقطعوا الطريق على المصطادين بالماء العكر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما عن المبادرة الفرنسية في لبنان، فلا بد أن نعتبرها مبادرة لبنانية، لأن ماكرون سيكون عاجزا عن الاستمرار في رعاية هذه المبادرة، ولن يتمكن من المجيء إلى لبنان مرة أخرى إلا إذا قدم اعتذاره وعدل موقفه.

رابط فيديو خطبة الجمعة 30-10-2020: https://youtu.be/r95BXuCSvc4

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا