من دفع هؤلاء الشباب الى التخريب؟ من قال لهم ان القاء قنبلة حربية داخل اسوار سراي طرابلس امرٌ يمكن ان يساعدهم في تحقيق مطالبهم؟ او القاء قنابل المولوتوف؟ من قال ان قطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة يمكن ان يساهم في رفع الظلم عن المظلومين وجلب الرزق للفقراء والمحرومين؟ وماذا عن احراق المحكمة الشرعية ودار البلدية وغيرهما؟ وماذا يمكن ان تعتبر محاولة اغتيال للضابط (محمد عرب) من فرع المعلومات؟ وماذا عن الشهيد (عمر الطيبي) ومن المسؤول عن موته وهو المتفرج المار في طريقه؟.

لا يمكن ان نصدق، لا من حيث التوقيت ولا من حيث الممارسات، ولا من حيث ردود الفعل، ان ما يحصل في طرابلس في هذه الايام وفي بعض المناطق اللبنانية هو ثورة غاضبين او جائعين او اصحاب حق يطالبون به...

انه اختراق امني من جهات يهمها زيادة المشاكل والاضطرابات في لبنان، لمصلحة مشروع او مشاريع خارجية، ترتبط في نهاية الامر بمصلحة العدو الصهيوني، الذي يريد ان ينتقم من لبنان، لان لبنان بمقاومته وتضافر شعبه خلف المقاومة اذاق الصهيوني ذل الهزيمة مرة بعد مرة.

واللافت ان كل القوى تتنصل من المسؤولية وتنفي عن نفسها تهمة التحريض على الشغب، فيما كل الخيوط تدل على جهة واحدة تقريبا، هي التي تريد ان توصل رسالة للجميع ان الوضع في لبنان لن يرتاح ويسلك طريق الاصلاح الحقيقي، إلا بتسليم البلد للمرتبطين مباشرة بالمشروع الاميركي – الصهيوني الذي يريد ضرب المقاومة...

قد يبدو هذا التحليل بعيدا عن الواقع لبعض المراقبين، ولكننا نؤكد ان هذا التحليل هو الاقرب بين ما نسمع ونقرأه.

والأسوأ من كل ذلك ان بعض هؤلاء يقولون ان مثل هذا التخريب والشغب يحصل في ارقى الدول، ما شاء الله، لا نأخذ من تلك الدول إلا السيئات؟ نقول للذي توجه اليه اصابع الاتهام، ولا نعلم مدى صحة هذا الاتهام، وان كان ثمة خيوط توصل اليه بالتأكيد، والله اعلم، نقول له: ان والدك بدأ مسيرته بالتعليم والاعمار والمشاريع الخيرية، وان شقيقك اخذ الزعامة وراثة، ولم يضف شيئا الى مثل تلك الانجازات، لماذا تبدأ مسيرتك السياسية، ولا اظنها ستبدأ، بالتخريب والشغب وشراء الزعران وقطاع الطرق؟.

ومن جهة اخرى، لقد كان الرئيس المكلف معذورا، والله اعلم، عندما كان يردد في المجالس الخاصة انه ينتظر نهاية عهد ترامب ليشكل الحكومة، الآن بدأ عهد بايدن فلم يعد معذورا، والكرة في ملعب بعبدا، لا ينبغي الوقوف عند حقائب وزارية معينة، كما لا ينبغي على الحريري الاكتفاء بتقديم تشكيلة واحدة، يبدو انها غير قابلة للتنفيذ.

الجميع مدان حتى يظهروا حسن النية بتشكيل الحكومة، وان كنا نعلم ان الحكومة لن تقوم بالمستحيل، انها لا تملك العصا السحرية، ولكن على الاقل من خلال تشكيلها يثبتون بعضا من حسن النية.

في النهاية المسؤولية على الجميع: من كان عنده معلومات يقينية عن جهة متورطة، عليه ان يعلنها دون خوف من احد، فالمصلحة العامة اهم من الجميع، ثم على القضاء او الجهات المعنية التي تعتبر نفسها حكما ان تباشر في البحث عن الاسماء المتداولة التي تم الحديث عنها كمسؤولة بشكل مباشر عن التخريب، وليتذكر الجميع ان الذي يريد الاصلاح عليه ان يصلح نفسه اولا: فاقد الشيء لا يعطيه.

---

اجرى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود اتصالا بالمطران ايلي حداد لتهنئته على توليه منصب مستشار في المجلس الحبري البابوي لتفسير النصوص القانونية في الكنائس الشرقية الذي عينه به البابا فرنسيس.

كما اجرى سماحته اتصالا بالقاضي الشيخ محمد ابو زيد للتعزية بوالده، واتصالا بالنائب اسامة سعد للتداول في الاوضاع العامة وفي ذكرى محاولة اغتيال النائب الراحل مصطفى سعد عام 1985، واتصالا بالدكتور خالد زيادة سفير لبنان السابق في القاهرة وجامعة الدول العربية للتداول بالأوضاع الامنية في طرابلس.