خليل المتبولي : متى سينتهي هذا الفيلم الأميركي الطويل ؟!

التصنيف: ثقافة
2021-07-10 05:53 م 314
بقلم : خليل إبراهيم المتبولي
متى سينتهي هذا الفيلم الأميركي الطويل ، الذي أدمنّاه وما عدنا قادرين على الخروج منه ؟ أدمنّا مَشَاهِدَه وحواراته الدنيئة والسخيفة ، وكل تفاصيله الرديئة ، حتى أصبحنا نركض لاهثين مع ممثليه من موقع إلى آخر ، غير آبهين بالليل الخارجي أو بالنهار الداخلي ، هذان الداخلي والخارجي اللذان يلعبان بنا كيفما يشاءان وكما يحلو لهما مع بزوغ كل فجر . ملامح هذا الفيلم تشي كل دقيقة بل كل لحظة بمزاج سيئ سوداوي يحمل صوت الخراب والقهر والعذاب والألم . الرؤية الإخراجية تفتك بنا ، وتجعل مشاهداتنا موتًا ، وسقوطًا لحياة ضمن حقيقة محاصَرة ، لا مكان فيها إلّا للميّت الحي ، الذي بموته ماتت الإنسانية والقيم الأخلاقية .
كان ثمة استخفاف بعقول الناس ، عندما خرج علينا ممثل من هذا الفيلم الأميركي الطويل ببرودة أعصابه في أحد مشاهده ، وهو يبشّرنا بل ويتحفنا بأن البلد بخير والليرة بخير ، ولا خوف علينا ولا مَن يحزنون ، وأننا بأمان . أين الأمان يا عزيزي ؟ ونحن اليوم يخاف بعضنا من البعض الآخر . بدأ واحدنا يأكل الآخر وينهش لحمه ، نحن نعيش المشاهدة في الخوف والحزن بأوقاتٍ متواصلة ، خوف من المستقبل، ومن القهر، ومن الألم ، ومن المجهول ، ومن الخطر ،ومن العدو الداخلي والخارجي ، لَبِسَنا الخوف وتملّكنا ، وحلّت المصيبة فوق رؤوسنا ، نتيجة هذا الخوف اعترانا الحزن العميق ، والحزن المستدام ، ممثلنا العظيم أين مما بشّرتنا به أنّ لا خوف علينا ولا مَن يحزنون ؟ هذا الحوار أنتَ ابتدعته أم أنّ المخرج والسيناريست لهذا الفيلم الأميركي هما مَن لقنّاك هذا الحوار الكاذب ؟ وهما مَن جعلا منك ممثلًا قديرًا ، متحكّمًا بتفاصيل المَشاهِد والحوارات ؟
اليوم ، ماعاد أحد منّا يشك أنّك الممثل الوحيد في هذا الفيلم ، إنما هناك منظومة متكاملة من الممثلين المحلييّن والدوليين ، أدّت أدوارًا هدّامة ، وفتكت بقيم العرض ، وأساءت إلى الإنتاج ، وشوّهت صور الكاميرات ، وشوّشت الإرسال .
نبكي اليوم على حالنا وعلى البلد ، لأننا نشاهد رهطًا غريبًا بتصرفاتهم ، إنما هم ليسوا بغرباء ، رهط من الرعاع واللصوص الممثلين ، هجموا على مدّخراتنا ، ونهبوها ، وأفلسونا ، واستباح كلّ بدوره وبالمساحة المعطاة له في الفيلم طموحاتنا وأحلامنا ، وعاثوا في البلد خراباً ، ودمّروا كل ما استطاعوا تدميره ، ونهبوا كلّ شيء ، وأصبح البلد مغارة وهم وحوش بشرية .
إنه فيلم أميركي طويل ، يعاد كل مدّة بأشكال وصور مختلفة ، إنما برؤية إخراجية واحدة ، متفلتة من الحس والذوق الفني والإنساني ، بعيدًا عن الضمير العالمي ...
متى سينتهي هذا الفيلم الأميركي الطويل ؟!
أخبار ذات صلة
أصالة وفضل شاكر يحصلان على عضوية نقابة الفنانين في سوريا
2025-04-25 03:39 م 153
مقتل بطلة فيلم مشارك بـ"مهرجان كان" بغارة إسرائيلية على غزة
2025-04-18 05:26 م 154
80 طفلاً يرسمون التراث اللبناني والفلسطيني معالم تاريخية وعمارة
2025-04-14 03:02 م 131
مسابقة في حفظ القرآن الكريم ضمن عدة مستويات بمشاركة أكثر من ٢٥٠ متسابق
2025-03-17 01:15 م 357
كورال المشرق العربي يحي سهرات رمضانية
2025-03-17 12:33 م 1243
أبو رامي" الصيداوي الأصيل ومثال المواطن الصالح
2025-03-16 03:48 م 219
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

فشل مفاوضات تشكيل اللائحة الموحدة في صيدا... المدينة تتجه نحو معركة انتخابية
2025-04-28 08:22 ص

هذا المقال موجه لأبناء مدينة صيدا أقرأوه وأفهموه الانتخابات صيدا
2025-04-19 06:04 م

ال بدو يعرف هيدا رسم الترشيح للإنتخابات البلدية و الاختيارية
2025-04-15 05:51 ص

11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد
2025-04-13 10:19 ص

الانتخابات البلدية في صيدا تتجه نحو الإبتزاز مالي والحصص والهيمنة
2025-04-01 02:10 م

الدكتور حازم بديع يحول صيدا من الليل إلى النهار