×

الشيخ حمود:هل سيبقى الإسلام حديقة سائبة أم سيتبدل حالنا إلى الأفضل ... ؟

التصنيف: سياسة

2011-04-23  09:42 ص  769

 

 

انه لمن المؤلم ومن المؤسف أن تشعر أن الإسلام أصبح كحديقة سائبة ، يفعل فيها من شاء ما شاء دون حسيب أو رقيب ، ودون وجود مرجعية فاعلة تحدد الخطأ من الصواب ، والحق من الباطل ، والخير من الشر . فمن غزة ، مثلا ، حيث قتل ناشط ايطالي ترك بلاده ليشاطر الغزيين الجوع والعطش والخوف والحصار ، على أيدي شباب قلة لا وزن لهم في الحياة السياسية ، ولكن باسم إسلام خاص بهم أقدموا على فعلتهم الشنيعة ، وقد يظهر أن من خطف الاستونيين مثلا ، فعل ذلك باسم اجتهاد إسلامي .. وغير ذلك كثير من الأمثلة .
ولكن الذي يزعجنا اليوم ، أن يصر حزب التحرير على التظاهر في طرابلس دعما (للشام) وأهلها ، كما يقول ، وهو يستند في كل ما يفعل ويتخذ من مواقف إلى تحليلات سياسية أشبه بالخيال والأوهام ، حيث يسبغ على هذه الجهة صفة العمالة لأميركا ولأخرى صفة بالعمالة لأوروبا ، وكان قبل ذلك يقسم الناس جميعا إلى فسطاطين ، فسطاطا تابع لأميركا وآخر تابع لبريطانيا ، وكل ما يحصل في العالم الإسلامي من أحداث كبيرة كانت أو صغيرة ، إنما هو نتيجة الصراع بين النفوذ الأميركي والنفوذ البريطاني في المنطقة وفي العالم ، وعندما أصبحت بريطانيا تابعة بشكل كامل للسياسة الأميركية ، استنبطت العقول الراجحة والعبقريات الملهمة ، إن كل شيء أصبح صراعا بين أوروبا وأميركا هذه المرة وليس بين أميركا وبريطانيا كما كان في مخيلتهم سابقا .
ولقد كانت فجيعتنا الكبرى بهذا الحزب الذي دعمنا بما نستطيع حصوله ، على رخصة رسمية من الدولة اللبنانية التي لا يعترف بوجودها أصلا ، لقد كانت الفجيعة عندما سمعنا أركانه يتحدثون عن صمود غزة وانتصار حركة حماس ومن معها على إسرائيل ، في انتظار عز مثله في التاريخ المعاصر ، وفي تاريخ صراعنا مع إسرائيل، سمعناهم بكل وقاحة وصلافة يطبقون نظريتهم الموهومة على هذا الانتصار ، فأصبح في رأيهم القاصر أن ما حصل في غزة هو نتيجة للصراع بين أوروبا وأميركا ، وليس في قاموسهم ، جهاد وصمود وبطولة وشهداء وما إلى ذلك من مفاهيم إسلامية عميقة ، إنما يختصرون كل هذه المعاني الإسلامية العظيمة والتي رسخت بالدماء الزكية ، اختصروا كل هذه المعاني وتجاوزوها إلى تحليل موهوم قاصر لا يسمن ولا يغني من جوع .
اليوم تحليلهم الحقيقي هو كذلك : النظام السوري يمثل التبعية لأميركا والشعب يحركه الأوروبيون مثلا أو جهة أخرى ، بالتأكيد هذا هو تحليلهم ، وبالتالي بأي حق يتظاهرون وأي جهة يدعمون ؟ .
وإذا قلنا لهم أن سوريا تدعم المقاومة ، فبالنسبة إليهم المقاومة أيضا هي جزء من المشروع الأميركي في المنطقة وإيران كذلك ... الخ .
من كانت هذه تحليلاته ، هل له الحق أن يدعو إلى تظاهرة لرفع الظلم عن المسلمين، وهو يظلم الإسلام وينتهك مفاهيمه ويلغي مبادئه لصالح تحليل سياسي مبني على الأوهام ؟ .
والمشكلة أننا مهما تحدثنا ، فان فريقا من الناس سيصدق أن هؤلاء يتحدثون باسم الإسلام ، وان هدفهم إسلامي فعلا ، فيما أن عملهم خلال الخمسين عاما الماضية كان التبخيس بكل عمل إسلامي أو وطني آخر وإتباع الاتهامات عليه .
أما فكرة الخلافة التي يدعو إليها وتؤمن بها كل الحركات الإسلامية ، فإنهم يقدمونها للناس بطريقة هزلية بشعة ، فيقولون مثلا : يقوم احدهم بانقلاب في دولة ما ، بطلب منهم أو نصرة لهم ثم يعلن الخلافة ، فتنتهي مشاكل المسلمين ، هكذا دون تحضير ولا دعوة ولا نشر للعقيدة الإسلامية إلا بحدود بيانات تطبع وتوزع مبنية على تلك التحاليل السخيفة.
هل سيبقى الإسلام حديقة سائبة أم سيتبدل حالنا إلى الأفضل ... ؟ ، ( ... حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ...) .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

الوكالة الوطنية للاعلام

تابعنا