الدور التربوي والاجتماعي للمسجد
|
|
ز) جامع القرويين في فاس بالمغرب : ويعود إنشاؤه إلى سنة 245هـ في القطاع الغربي لمدينة فاس في مكان يدعى عدوة القرويين. وفي عام 538هـ ابتدأت بهذا الجامع حلقات التدريس في علوم الفقه والشريعة، وفي عهد المرابطين ازداد ازدهار الجامع، وأصبح منذ ذلك الحين معهد علم ودراسة تخرج فيه الآلاف من المغاربة والأفارقة والأندلسيين في أجيال متعاقبة، وظل على مدى العصور حصناً للإسلام والعروبة، واجتذبت شهرته عدداً كبيراً من العلماء الأجانب من أنحاء أوروبا. وظل جامع القرويين أحد عشر قرناً مركزاً للتعليم، وإليه يرجع الفضل في جمع لغة القرآن وآدابها والعمل على ثرائها ونشر الدين الحنيف والحفاظ على تعاليمه السمحة. وفي عهد ازدهاره أضيفت إليه دراسة الفلسفة والطب والصيدلة والطبيعة والفلك، وكان التعليم فيه حراً، يختار الشيوخ والطلاب ما يشاؤون من المواد والكتب(1). وما لبث هذا الجامع أن أصبح جامعة مشهورة تقوم بواجبها في حرية تامة، ففي سنة 1931م، صدر مرسوم سلطاني يقسم التعليم بالجامع إلى ثلاث مراحل : الابتدائي والثانوي والعالي، كما تقرر جعله جامعة مؤلفة من ثلاث كليات وهي : الشريعة وأصول الدين واللغة العربية. وظل هذا الجامع معقلاً للتراث الإسلامي والحضارة العربية الإسلامية في شمال إفريقيا، كما أن فضل بقاء بلاد المغرب على طبيعتها العربية الإسلامية يرجع بالدرجة الأولى إلى هذه الجامعة. |