×

القوّات تفوز باليسوعية

التصنيف: المرأة

2009-11-04  08:50 ص  1756

 

انتهت انتخابات جامعة القدّيس يوسف في فروعها كلها، أمس، على خلاف بين قطبي السياسة في لبنان. خلاف على النتيجة وتضارب بين زملاء الصف الواحد، مع تراشق بالحجارة وزجاجات المياه، أظهر مرة أخرى أنّ طلاب الجامعات الخاصة لا يختلفون عن أقرانهم في الجامعة اللبنانية

ديما شريف
«ما فينا مرة ننبسط بلا مشكل». قالها الشاب العوني وهو على شفير البكاء بعد فض الإشكال الذي وقع بين مناصري المعارضة وقوى 14 آذار في انتخابات جامعة القديس يوسف مساء أمس. الإشكال الذي نتجت منه إصابة طلاب في الوجه نتيجة الحجارة التي تبادلها الطرفان، لم يكن الأول. قبله بربع ساعة، وفيما كان كلّ من القطبين قد احتل زاوية من حرم كلية العلوم الاجتماعية في «هوفلين»، طارت زجاجة مياه من جانب المعارضة وحطت في المقلب الآخر. تدارك الأمن الموضوع بسرعة. لكن بعد صدور نتيجة سنة أولى حقوق وتبيّن فوز التيار الوطني الحر والمعارضة فيها، توجه الطلاب إلى باحة الكلية للاحتفال وبدأت الحجارة فجأة بالهطل عليهم. استطاع أمن الجامعة وبعض الطلاب فض الإشكال، لتبدأ الإدارة عملية إخلاء المجمع تلافياً لأي توتر إضافي.
هكذا طغى الإشكال على فرحة القواتيين بنيلهم أكبر عدد من كليات ومعاهد الجامعة التي طالما وصفوها بأنها «جامعة بشير»، ليقلبوا الطاولة على التيار الوطني الحر الذي كان الرابح الأكبر العام الماضي. إذاً من المتوقع أن يحصد طلاب القوات رئاسة المجالس في الكليات التي ربحوها عندما ينتخب المندوبون رؤساء المجالس الأسبوع المقبل. كانت المفاجأة الكبرى فوز «القوات» بتسعة مقاعد من أصل 15 في «قلعة العونيين» أي كلية الهندسة (ESIB) في مجمع المنصورية. أما المعارضة فقد فازت بكلية العلوم والمعهد الوطني للاتصالات والمعلوماتية، فيما فاز طلاب 14 آذار بمعهد إدارة الشركات.
في مجمع «هوفلين»، الذي يعدّ الأهم، استطاع القواتيون أن يحافظوا على فوزهم في كلية الاقتصاد (7-6). أما كلية إدارة الأعمال فنالت فيها المعارضة 9 مقاعد في مقابل 6 لقوى 14 آذار. ونال مرشحو 14 آذار تسعة مقاعد من العشرة في كلية التأمين. وتنازع الطرفان على الفوز في كلية الحقوق، مع تأكيد العونيين أنّهم نالوا خمسة مقاعد، في مقابل أربعة للمستقلين وأربعة للقواتيين. في المقابل، أكد الجانب الآخر أنّ التعادل كان سيد الموقف مع أرجحية للمستقلين. وبعد تأكيد القواتيين فوزهم بمعهد العلوم السياسية، أصرت قوى المعارضة على أنّ الفوز من نصيب المستقلين. واكتسحت قوى 14 آذار خمساً من كليات مجمع العلوم الإنسانية الست مع فوز المستقلين بكلية واحدة هي معهد الدراسات الشرقية. أما في مجمع العلوم الطبية، فقد ربحت قوى 14 آذار خمس كليات، فيما نالت قوى المعارضة اثنتين وربح الكليات الأربع الباقية المستقلون. وتضاربت المعلومات ليلاً عن عدد المندوبين الحقيقي الذي ناله كلّ طرف، إذ كان الطرفان يتبنّيان المستقلين كي ترتفع أرقامهم.
وتفيد مصادر التيار الوطني الحر بأن «الموالاة خاضت الانتخابات وفقاً لاستراتيجية تقضي بربح الكليات الصغيرة، وقد كانت موفّقة». وأوضحت أن هذه الاستراتيجية ضمنت للموالاة الفوز بغالبية كليات الجامعة وبغالبية المندوبين على مستوى لبنان. لكنها أضافت أنه رغم ذلك، فإن «التيار الوطني الحر نجح في الفوز بأكبر كليتين من كليات الجامعة (إدارة الأعمال والطب العام)»، كما أنه فاز بغالبية كليات بيروت (11 للمعارضة، في مقابل 9 للموالاة و6 للمستقلين) وبغالبية المندوبين فيها (106 للمعارضة و102 للموالاة و61 للمستقلين)، ناهيك عن أنه فاز بغالبية أصوات طلاب العاصمة (2314 للتيار و1839 للموالاة و92 للمستقلين).
نهاراً، في حرم العلوم الإنسانية، كان الجو هادئاً كعادته كلّ عام، إذ تطغى نسبة الفتيات على مجموع الطلاب، ما يترجم بهدوء نسبي. طالبات السنة الأولى كنّ الأكثر حماسة للعملية الانتخابية. مهى تنتخب للمرة الأولى في حياتها. «كتير شي حلو، رغم انّو بسيط يعني ما كتير فظيع بس الشعور بعد الانتخاب حلو»، تقول الفتاة وابتسامة كبيرة على وجهها. انتخبت مهى المستقلين لأنّها ليست مع طرف دون آخر، ولا تريد أن يزعل أحد منها. صديقتها أعلنت خيارها. «انتخبت يلّي أحسن وبيفيد البلد أكتر». المرشحة المستقلة عن السنة الثالثة، ليا أبي نادر، لاحظت انجذاب الطلاب إلى لوائح المستقلين وأملت أن يصدقوا بوعدهم وينتخبوهم. ولم يؤثر الطقس العاطل على نسبة الإقبال الذي كان مشابهاً للعام الماضي.
لكن هذه الاستقلالية لم تخل من بعض الدعم، إذ اعترفت إحدى المستقلات بأنّ بعض اللوائح السياسية تدعم المستقلين لأنّهم يحتاجون إلى أموال للحملة الانتخابية!
اعترفت إحدى المستقلات بأنّ أحد القطبين يدعم المستقلين لأنّهم يحتاجون إلى أموال للحملة الانتخابية

الوضع كان مختلفاً في حرم مجمع «هوفلين». الداخل إلى الجامعة كان سيضيع حتماً بين الطلاب الذين وحّدهم اللون الأحمر. لقد لبس الطرفان قمصاناً حمراء لا يمكن التفريق بينها عن بعد، وتختلف الكتابات عليها فقط. «كن إيجابياً، صوّت إيجابياً» هو شعار قوى المعارضة، فيما تنوّعت شعارات قوى 14 آذار بين «للحفاظ على الهوية»، «من أجل اقتصاد في خدمة الإنسان» و«الإصلاح» وغيرها. اختيار اللون جاء اعتباطياً عند المعارضة كما يقول أحد ناشطيها، رائد منصور، الذي يعرّف عن نفسه بأنّه ينتمي إلى «تيار المقاومة». يؤكد أنّ المعارضة تشارك في الانتخابات للترويج للتعددية وضد التعصب الطائفي.
وساد اليوم الانتخابي الشائعات المتبادلة، فتململ مناصرو المعارضة من الحديث الذي طالهم بأنّهم يروّجون للحشيش داخل الجامعة، فيما اعترض مناصرو 14 آذار على التحذير الذي طال مناصريهم بأن يبقوا في منازلهم بسبب المشاكل التي ستطرأ.
وفي زحلة، فازت لائحة 14 آذار في كلية الزراعة وفي كلية إدارة الأعمال. أما في صيدا فقد ساد التوافق وفازت المعارضة بمقعد كلية الآداب، فيما تقاسم المستقلون والقطبان المقاعد الثلاثة (مستقل واحد، ومعارضة واحد و14 آذار واحد) في كلية إدارة الأعمال.
وفي الشمال، دخلت جمعية العزم والسعادة على خط الرابحين، إذ نال أحد مرشحيها مقعداً في كلية إدارة الأعمال، فيما توزعت المقاعد الباقية على الشكل الآتي: مقعد للمعارضة وآخر لـ14 آذار. ونالت قوى 14 آذار مقعد كلية العلوم الإحصائية، وكذلك مقعد كلية العلوم الاجتماعية ومقعد الآداب. وتقاسم المستقلون وقوى 14 آذار مقعدي كلية التربية.



مرشحون خضر

ترشّح الناشط في حزب الخضر، إيلي معلوف، الطالب في ماستر ــ 1 في كلية الاقتصاد مع صديقه كارل سويد مع برنامج بيئي. بذلك يكون إيلي أول مرشح لحزب الخضر في الانتخابات الطلابية في لبنان، وسيتبعه رفاقه في الحزب من الجامعة الأميركية في بيروت خلال انتخابات الشهر المقبل. شعار إيلي وكارل على القميصين اللذين لبساهما وبرنامجهما كان: فلنصوّت أخضر.
لم ينجح إيلي وكارل في الانتخابات، لكنّهما سعيدان بأنّهما أوصلا رسالتهما إلى زملائهما في الكلية ولأنّهما كانا المستقلين الوحيدين فعلياً. «سنحاول جذب طلاب وهذا ما حصل. استطعنا إقناع فتاة من التيار الوطني الحر بالانضمام إلى الحزب»، يقول إيلي. وتضمّن برنامج الشابين استحداث سلال مهملات لإعادة التدوير، وتأهيل نوافير المياه في الكلية لتصبح صالحة للشرب، واستحداث ماستر في التنمية المستدامة إلى جانب تحديث الحواسيب.



الشعارات نفسها تملأ الساحة

كما في كلّ مناسبة، لم ينس الشباب زعماءهم ورموزهم الدينية التي حضرت في أناشيدهم وشعاراتهم. المعارضون رددوا معزوفة «علي علي علي، دم الشيعة عم يغلي غلي» وتلك التي تجمع أسماء الرئيس نبيه بري، العماد ميشال عون والسيد نصر الله والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. أما في الجانب الآخر، فحضر الحكيم وأبو بهاء والحريري والطريق الجديدة بالطبع. لكنّ طلاب المعارضة لم ينسوا «أبو تيمور»، الذي تصالح مع زعمائهم فخصّوه ببضعة هتافات، في مقابل هتاف للحزب الاشتراكي عند قوى 14 آذار.
وعندما يبدأ القواتيون بتذكّر «بشير حيّ فينا»، تسأل إحدى المعارضات «مين هو مجيد؟»، فيما يكمل طلاب قوى 14 آذار هاتفين «كتائب قوات عصرنا الليمونات».
ولم ينس القواتيون استعادة شعاراتهم الخاصة بالأشرفية والشرقية: «وحدها بتحمي الشرقية القوات اللبنانية». وردّوا على العونيين الذين هتفوا شعارهم القديم «تاراتاتاتا جنرال»، بشعار مضادّ «تاراتاتاتو». كما غنّى طلاب 14 آذار أغنية الأطفال «هالصيصان شو حلوين».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا