×

حمود اذا نطق السفيه فلا تجبه وخيرٌ اجابته السكوت

التصنيف: سياسة

2012-11-09  07:20 م  1401

 

 أؤكد بكل ثقة واطمئنان أن ما قلناه عن موقف 14 آذار الذي عبر عنه الرئيس السنيورة مساء يوم الثلاثاء 30/10/2012، هو الكلام الذي ينبغي أن يقال، ولأن من لم يعجبه كلامنا لم يجد ما يرد به علينا عمد إلى السباب والشتائم والإتهامات الفارغة، لقد عمدوا إلى التشهير المتعمد الذي يعتمد على الأكاذيب على طريقة (غوبلز) الهتلري المشهور:
اكذب اكذب اكذب فلا بد أن يعلق في عقول الناس شيئ...

لقد تجاوزوا الحد الأدبي والأخلاقي والإسلامي ، طبعا ولن يستطيعوا أن يجعلوا العقلاء يصدقون ما يقولون، ولقد فكرت كثيرا أن أرد على كل ما قيل، ولكن بالرد أكون وكأنني أعترف أن بعض ما قيل صحيح، وبالواقع ان ليس فيه شيء صحيح بل أكثره معاكس للحقيقة تماما.. لقد جمعوا صفات ثلاثة: أكاذيب ودجل، خيال واسع، نية سيئة.

وعندما تجتمع هذه الصفات الثلاث في جهة تريد أن تهاجمك، فلا بد أن يثير بعض التشويش، ولكن حبل الكذب قصير لا يلبث أن ينكشف، ولا بأس بأن نفصل في انواع الكذب: فمنه البهتان: الذي هو الكذب في وجهك دون خجل كما يقول العامة (عينك بنت عينك)، ومنه تضخيم أمر صغير ليعطي بعدا آخر، ومنه اخفاء نصف الحقيقة فيتم تشويهها، ومنه اختلاق أمر لا أصل له ابدا، وكل هذه الانواع تم ويتم استخدامها في الردود علينا، سواء الذين يكتبون اسماءهم أو من يستعملون أسماء مستعارة ... الخ، ودون تردد أقول لقد فاجأني عدد أبيات الشعر في ديوان الامام الشافعي، والذي ليس بذلك الديوان الكبير، مع ذلك لقد تردد نفس المعنى كثيرا.. الامام الشافعي يصبر على السفهاء الذين يشتمونه ويتهمونه بغير حق، يصبر ويدعونا لذلك، وطالما أن الامام الشافعي هو من كبار الفقهاء وصاحب تجربة هامة في هذا المضمار فينبغي أنه قدوة في هذا المجال وغيره: واسمعوا إلى كلماته الجميلة:

يخاطبني السفيه بكل قبح وأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وازيد حلما كعود زاد الاحراق طيبا

وقوله :
اذا نطق السفيه فلا تجبه وخيرٌ اجابته السكوت
صمت عن السفيه فظن اني عييت عن الجواب وما عييت

وقوله:
كم عالم متفضل قد سبه من لا يساوي غرزة في نعله
واللطيف ان الامام الشافعي الذي أسس لقواعد علم أصول الفقه وقعّد فقه أهل السنة والجماعة، كان متهما بالتشيع حتى اضطر أن يدافع عن نفسه:
ان كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافضي
برئت إلى المهيمن من اناس يرون الرفض حب الفاطمية

وكما قال :
اعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه
فما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه
والظاهر ان الامام الشافعي اعطانا بعض أسباب التطاول على العلماء ومنها الحسد ومنها 
المال، وقال :
وانطقت الدراهم بعد صمت اناس بعدما كان سكوتا
فما عطفوا على احد من فضله وما عرفوا لمكرمة ثبوتا
وقد يقول قائل لقد قسا الامام الشافعي كثيرا بهذه الالفاظ على اخصامه، والظاهر انه عانى كثيرا من هؤلاء السفهاء وعلم مقدارهم.

هذه الابيات وغيرها كثير يجعلنا مطمئنين بأن كبار أئمة الفقه تعرضوا إلى أبشع الحملات التحريضية والتشويهية وبقي فقههم وذهب الدجل جفاء...

والامام الشافعي ليس الوحيد بين كبار أئمة الفقه، بل هو نموذج عنهم جميعا... كذلك أتهم الامام أبي حنيفة الذي دعم ثورتين لآل البيت، ومات في بيته في اقامة جبرية فرضت عليه من الحاكم العباسي، وقصة الامام أحمد معروفة وكذلك الامام مالك. سيقول السفهاء: تشبهون أنفسكم بكبار العلماء وأنتم لستم مثلهم: إذا لم يكن هؤلاء قدوتنا فمن يكون؟ ثم أنهم يعصون مثلا عن أمر تكرر في التاريخ مع الأنبياء مع دعاة الخير جميعا:

وتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح

سيبقى السفهاء والجهلاء يتطاولون علينا ولن يردهم علم ولا خلق ... والسؤال هل سيكون عندهم الجرأة الكافية ليعتذروا عما فعلوا عندما تظهر الحقائق وتزول الغشاوة وتتضح الرؤية؟... أشك في ذلك كثيرا فالذي دفعهم لذلك ليس حب الخير والاصلاح انما نفوس مريضة متعلقة بالدنيا، ومن كان مثل هؤلاء لن يستطيع التراجع بسهولة حتى ولو ظهرت الحقائق واضحة جلية.

{وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } هود93
والأخطر في كل ما يحصل هو الكذب الذي يرتدي ثوب الإسلام ويلبس على الناس دينهم، وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى ينكشف لدى العامة من يشوه دين الإسلام ومن يدعو إلى الدين الصحيح، وكل هذا ابتلاء من الله استحقه الناس فان انابوا إلى الله وانتبهوا إلى الجانب الجاهلي الذي يدعو إليه هؤلاء باسم الإسلام اعانهم الله على التوبة والا فالفتنة ستطول إلى أمد طويل .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا