وجه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تحية الإكبار إلى روح الزعيم جمال عبد الناصر، مشيداً بدوره التاريخي لا سيما على مستوى الصراع العربي الصهيوني ، هذه التحية نقلها ممثل السيد نصرالله عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض إلى جمال خالد عبد الناصر حفيد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أثناء زيارة قام بها  فياض لمكان إقامة عبد الناصر في بيروت. حضر اللقاء عضو الأمانة العامة في التنظيم جهاد ضاني،  وتخلله عرض لآخر المستجدات على الساحة العربية.

بدوره جمال خالد عبد الناصر شدد على أهمية دور المقاومة الإسلامية في لبنان واعتزاز الشباب العربي بما أنجزته المقاومة في لبنان، والتأكيد على خيارها في تحرير الأرض العربية، مذكراً بمقولة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة". وحمل عبد الناصر فياض تحيات الشباب المصري المقاوم إلى السيد نصرالله.

وفي إطار زيارته للبنان بدعوة من التنظيم الشعبي الناصري، زار جمال عبد الناصر برفقة جهاد ضاني الرئيس سليم الحص، ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي.

كما زار مخيمي صبرا وشاتيلا، ووضع إكليلاً من الزهر على أضرحة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا. ثم زار مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية وقرأ الفاتحة، ووضع إكليلاً من الزهر تحية  للشهداء. وكان في استقباله ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسهم أمين سر حركة فتح في بيروت العميد  سمير أبو عفش.

ومن ثم أقيمت ندوة بدعوة من أمانة الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري في الجامعة اللبنانية الدولية ((LIU جسر سليم سلام – بيروت تحت عنوان: "عبد الناصر: الذاكرة والإنسان"، شارك فيها أساتذة الجامعة والطلاب، وشخصيات سياسية يتقدمهم النائب السابق بهاء الدين عيتاني، إضافة إلى مشاركة لافتة لأطفال مؤسسة الشهيد معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية الذين رحبوا بطريقتهم الخاصة بجمال عبد الناصر عبر تقديم عدة رقصات وأغان وطنية.

وقد دار الندوة عضو الأمانة العامة للتنظيم يوسف كليب.

ثم ألقى حسام ضاني باسم التنظيم الشعبي الناصري كلمة اعتبر فيها أن التنظيم أراد أن تكون  زيارة جمال عبد الناصر، محطة على طريق  إحياء ثقافة "ثورة مصر" التي أرساها خالد عبد الناصر، والشهيد محمود نور الدين  بمواجهة ثقافة "كامب دايفيد" وثقافة الحصار الأخوي لغزة، وثقافة "صديقي العزيز بيريز" . وقال:" رهاننا كان ولا يزال على شباب الأمة من الشرفاء والمخلصين والمضحين... رهاننا على إقامة شكبة تواصل دائمة بين الشباب العربي من لبنان الى مصر وسوريا وفلسطين وصولاً الى السودان وموريتانيا لصنع  التغيير. ولا بديل من أن يأخذ  الشباب العربي دورة كاملاً بمواجهة  التحدي في هذه المرحلة لأن الدفاع عن حق هذه الأمة في التنمية والاستقرار والنهوض  بمجتمعاتنا نحو الحداثة حيث بات مستقبل الأمة ووحدتها مرتبط الى حد بعيد بتحقيق هذه الأمنية الغالية".

وألقى فريد ياسين كلمة منظمة شباب الاتحاد استذكر فيها المحطات النضالية للزعيم الراحل جمال عبد الناصر قائلاً:" يا أبا خالد... ما أحوجنا اليوم إلى حكمتك لحل المشاكل المتفاقمة في عالمنا العربي... فانهض من ثراك، وسارع إلى حقن دماء العرب في سوريا وغيرها من أقطار الوطن العربي الجريح. أين جمال العرب؟ أين جمال عبد الناصر؟ ما أحوجنا اليوم إليه في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة العربية. ما أحوجنا إلى هذا الرمز الخالد وتلك الأسطورة ليتوحد الشعب العربي كله. لقد رحل جمال الإنسان. ولكن جمال المقاومة والثورة والتحدي نراه حياً لا يموت في المقاومة الفلسطينية العظيمة التي تبناها عبد الناصر، ووصفها بأنها أعظم ظاهرة عربية في القرن العشرين. ونراه في المقاومة اللبنانية التي حققت النصر تلو النصر، وفي مقاومة الهيمنة الأميركية في كل مكان.

وألقى جمال خالد عبد الناصر، حفيد الزعيم جمال عبد الناصر، كلمة وجه التحية فيها إلى أبناء الأمة العربية على أرض لبنان العربي، وأبناء لبنان العروبة والحرية والعزة والقومية. وقال:"  لبنان الصمود والمقاومة والانتصار على العدو الصهيوني... لبنان الذي لم تنطفئ فيه جذوة الحرية والوحدة، وبقي على  مر السنين وفياً لكل القيم النبيلة. أقف الآن وقد تجمعت في وجداني معانٍ  جسدتها هذه الزيارة، معانٍ يتجاور فيها ما هو وطني، مع ما هو قومي، مع ما هو إنساني وحضاري وثقافي. ولا شك أننا  وطن واحد من المحيط إلى الخليج، وأننا أمة واحدة، لها  قوميتها العريقة. وإننا لم ننقطع عن مسيرة البشرية الحضارية والثقافية، وساهمنا فيها منذ القدم. وكان أبرز ما قدمناه للبشرية  في تاريخنا الحديث والمعاصر هي قيم التحرر الوطني والكرامة، والقومية والعزة الإنسانية، ومقاومة الاستعمار القديم والجديد، وتحقيق أول مشهد للوحدة العربية. وقد فعلنا  ذلك جيلاً بعد جيل. وكانت إحدى القمم السابقة هي حقبة الخمسينيات والستينيات بقيادة إبن الأمة العربية البار جمال عبد الناصر" .

وأضاف عبد الناصر:" من مصر جئتكم أحمل رسالة واضحة، حملتني إياها  لحظات عشناها وعشتموها معنا، هي لحظات الثورة والفعل المقاوم للاستبداد والفساد السياسي والتبعية والتخلف. هي لحظات استعادة الحلم، حلم امتلاك الإرادة السياسية الوطنية، وإعادة العدالة الاجتماعية، وحلم السعي لحماية الكرامة الإنسانية. الرسالة هي أن شعبكم العربي في مصر الذي  هزم حملة "بونبارت" الفرنسية، وخلع الوالي العثماني في 1805 ، وعبر بصوت إبنه احمد عرابي "لقد خلقنا الله أحراراً ولن نستعبد بعد اليوم"  في ثورة 1881 ، وزلزل الاحتلال البريطاني في سنة 1919 ، وفجر ثورته الشاملة في 1952، وحقق أعلى مستوى تنموي في خطته الخماسية من سنة ستين إلى سنة خمس وستين، وصمد في مواجهة الهزيمة في 67، وخاض حرب الاستنزاف وصنع انتصار أكتوبر 73 ، وخلع المستبد 2011. هو شعب لن يستسلم أبداً لأي استبداد حتى ولو رفع راية الدين، والدين منه بريء. ولن يرجع لمعونات ولا قروض، وسيمضي في ثورته المستمرة من أجل الحرية  والكرامة والعدالة الاجتماعية" .

وختم عبد الناصر بالقول:" إنني لا أبالغ ولا أجامل إذا قلت إن شباب مصر في مرحلة ما قبل 25 يناير كان يرنو ببصره إلى شباب لبنان الصامد والمقاوم ويتعلم منه دروس القوة والإصرار على المقاومة والاحتفاظ بالانتماء الوطني والقومي نقياً صافياً. وكانت معارككم ضد الصهيونية، وضد قوى التبعية والتجزئة،  منارات مضيئة لكل الحالمين في بلاد المشرق . ستبقى مصر عربية حرة رائدة في مسيرة القومية والوحدة، وسيبقى الأمل في حركة عربية قومية واحدة هو الحافز لكي تتكرر لقاءاتنا وتستمر حتى نحقق الحلم. عشتم وعاش لبنان وعاشت الأمة العربية ".

وفي ختام الندوة تم تقديم درع الجامعة عربون وفاء وتقدير لخالد عبد الناصر.

من جهة أخرى كان جمال خالد عبد الناصر قد تحدث أيضاً في ندوة في مقر نادي متخرجي جامعة بيروت العربية في شارع حمد في بيروت.

المكتب الإعلامي للتنظيم الشعبي الناصري

29 كانون الثاني 2013