ش حمود والله لو فعلها بنو الأصفر لوضعت يدي بيد معاوية ولقاتلت معه

التصنيف: سياسة

2013-09-06 03:19 م 1733

في نظرة مجردة إلى طبول الحرب تقرع حولنا والأميركي يكشر عن أنيابه ورائحة الموت تفوح من كل مكان، نستطيع أن نقول دون أي تردد: إن امتنا تستنزل غضب الله وذلك بابتعادها عن أسباب عزتها وكرامتها وسلوكها كل ما يؤدي إلى الذل والهوان...

ألا يكفي للدلالة على ذلك أن تكون هنالك دول رئيسية تحمل اسم الإسلام أو بعضا من صفاته وشعاراته تستدعي العدوان الأميركي على سوريا وتتكفل بتمويله وتطالب أميركا بأن يكون هنالك عدوان قوى وفاعل لا مجرد ضربة محدودة تأديبية أو شيء من ذلك:

السعودية، تركيا، دول الخليج، قوى سياسية بعضها يزعم انه إسلامي وبعضها يقول انه يريد الحرية والديمقراطية، وبعض هؤلاء يزعم انه معارض سوري وانه يريد السعي إلى الأفضل للشعب السوري ... الخ.

ولئن كان هنالك احتمال في أن تكون نية هؤلاء هي الإصلاح، فهل يمكن أن نصدق أن نيتهم الآن وهم يؤيدون العدو الأميركي ويمولونه، هل يمكن أن يكون هنالك احتمال واحد بالألف أن تكون نيتهم هي الإصلاح ومصلحة الشعب السوري؟...

ويزداد استنكارنا لمثل هذه المواقف بعد أن شكلت التجربة في العراق وفي ليبيا وغيرهما مثلا مستهجنا ومستنكرا لأي تدخل أجنبي بداعي الحرية والديمقراطية وبداعي تغيير أي نظام مهما بلغت درجة ظلمه أو انحرافه.

صورة مؤلمة تجعل العدو يستخف بمكونات هذه الأمة التي يقتل بعضها بعضا ويستعدي بعضها الاستكبار أو الاستعمار أو العدو التاريخي لينتقم بعضها من البعض الآخر، وتزداد الصورة اسودادا عندما نرى أن العمليات التفجيرية الانتحارية وغيرها وصلت إلى مصر، وذلك بعد فتاوى مزعومة بوجوب "الجهاد" ضد النظام المصري بعد عزل الرئيس مرسي، بحيث وسعت هذه العمليات المجرمة والمدانة من العراق إلى سوريا ولبنان والآن دور مصر.

إن القوى الإسلامية الحقيقية وتلك التي تنادي ليل نهار أنها القوة الإسلامية الوسطية، ومهما كان وضعها مع السلطات ومهما كان تاريخ "الظلم" الذي تعاني منه، عليها أن ترفع الصوت عاليا لتستنكر وتشجب بل وتواجه العدوان الأميركي، وإلا تكون قد فقدت اقل "المواصفات" الإسلامية التي تخولها الحديث بشكل أو بآخر عن الإسلام... نقول هذا للإخوان المسلمين في مصر وغيرهم الذين رغم الظلم الذي يرون انه واقع بهم من النظام ومن الجيش، عليهم أن يرفعوا الصوت عاليا ضد التفجير العشوائي الذي يطال المدنيين ويسيء إلى الوطن كله، عليهم أن يرفعوا الصوت عاليا وان يقولوا بالفم الملآن وبالكلمات الواضحة وبالنبرة العالية: إننا مهما اختلفنا مع النظام ومهما كانت اتهاماتنا له فإننا لن نحتكم إلى السلاح في حل هذه الإشكالية ولا نبيح قتل الناس وقتل المسؤولين بهذا الشكل الإجرامي لحل مشكلاتنا... كما هو مطلوب من المعارضين السوريين والإسلاميين منهم خاصة داخل سوريا وفي خارجها، عليهم أن يرفعوا الصوت أيضا ويقولوا بنبرة عالية واضحة: مهما كان ظلم النظام، كما نراه، ومهما كانت تجاوزاته، فإننا ضد العدوان على سوريا وضد هذا الحشد الدولي الذي يذكرنا بالحرب على العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل الكاذبة، وغيرها من حروب أميركا في المنطقة.

إن لم يكن هذا هو الموقف ممن يدعي معارضة النظام السوري بحجة ما يمارسه من ظلم وتعسف، فانه يكون قد فقد ابسط مقومات وجوده وفقد صفة كإسلامي أو وطني.

وإننا ننصح هؤلاء بالاستفادة من موقف الأب تواضروس في مصر الذي رفض العدوان الأميركي وأطلق شعارا معبرا جدا: النار لا تطفئ النار.

كما نحيي موقف البطريرك الراعي خلال استقباله لعلماء عكار قائلا: إن الغرب مستعد لان يحرقنا جميعا من اجل مصلحة إسرائيل.

ثم نقول: ألا يكفينا القدوة بسيدنا علي الذي قال:

"والله لو فعلها بنو الأصفر لوضعت يدي بيد معاوية ولقاتلت معه"

هكذا يفترض وهكذا هو الموقف الشرعي، ونحب في هذا السياق أن نذكر الجميع بان صدام حسين استعمل الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع في حربه مع إيران وسقط أضعاف أضعاف الضحايا عما يقال انه سقط في الغوطة، وكانت الأدلة أوضح من واضحة، ولكن لان الأميركي وقتها كان يريد تلك الحرب فانه صمت عنها واسكت المجتمع الدولي كله.

هذه هي "العدالة" التي سنحصدها من هؤلاء دون أن ننسى التدمير في أفغانستان والقتل والفوضى في ليبيا والغطرسة الإسرائيلية بالسلاح الأميركي.

وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ