×

حمود ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

التصنيف: سياسة

2014-05-16  11:15 ص  499

 

ذكرى التقسيم الذكرى السادسة والستين لاغتصاب فلسطين: نواجهها بمزيد من الوعي والتماسك ووحدة الصف، وينبغي أن نلقي خلفنا السنوات الطويلة التي امتلأت هزائم وتخلفا وانقسامات وحروب وجاهلية، بعضها صغير وبعضها كبير، وآخرها جاهلية ما سمي بالثورة في سوريا، حيث ظهرت كل عوراتنا وظهر أن هنالك خللا كبيرا في الأمة ينبغي البحث عنه بجدية، فلا العلمانيون ولا اليساريون ولا القوميون ولا الاشتراكيون نجحوا في دفع الأمة إلى الأمام، وجاء الإسلاميون يقولون في يدنا الترياق وعندنا الحلول، وكان الخطاب الإسلامي يلخص بالتالي: الأمة هجرت إسلامها فأصابها البلاء والتخلف ومنيت بالهزائم (...)، وعادت الأمة إلى الله وعاد الإسلام إلى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعدما كان غريبا عن كل ذلك، ولكن تفاجأ العالم وكل من صدق شعار أن الإسلام هو الحل بالتخلف الإسلامي (الجديد) الذي لا يختلف كثيرا عن التخلف اليساري والقومي، بل يتجاوزه أحيانا، خاصة لجهة إراقة الدماء وحدة الخلافات، وكذلك لجهة إضفاء صفة الفتوى الشرعية الحاسمة على أي موقف سياسي حتى لو كان هزيلا ساقطا كتحريم القرضاوي مثلا للانتخابات في مصر وإفتائه ضمنا بجواز مقاتلة الجيش المصري،  فضلا عن عمى الألوان الذي تميز به بعض الإسلاميين العريقين في طرحهم الإسلامي حيث لم يعودوا يميزون بين العدو الإسرائيلي الذي أصبح الصديق العظيم وبين سفاح حرب اللبنانية جعجع وبين المقاومة وأهلها ومحورها.. عمى الألوان هذا الذي راكم التجربة الإسلامية على تجارب الأمة وأضاف هزيمة جديدة وتخلفا جديدا، لن يمنعنا من أن نبقى نرفع شعار الإسلام: نعم الإسلام هو الحل، ولكنه الإسلام الذي يتمتع برؤية سليمة ويرسم خطوات مدروسة تنتج عنه مقاومة وصمود وممانعة ونووي وصواريخ و (إخضاع) الغرب إلى شروطنا وليس العكس... هذا هو الإسلام الذي يحمل الحل، والذي سيحمله لفلسطين قريبا بإذن الله.

ولا نستبعد أن يكون انتصارنا النهائي القادم على فلسطين كانتصار طالوت على جالوت بضربة حجر واحدة أطلقها الشاب داوود عليه السلام على جبين جالوت فقتله وانتصر جيش طالوت {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} البقرة251، سيوجد إن شاء الله قريبا داوود (ما) في هذه الأمة ومعه فئة قليلة يرددون قوله تعالى {... كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة249.

يعني إما أن ننتظر استيقاظ الأمة كلها ليحصل النصر، وإما أن يكرم الله الأمة بنصر مؤزر حتى لو كان من يستحقون النصر فئة قليلة كالفئة التي صمدت مع طالوت... المقاومة اليوم وجمهورها ومحورها يستحقون - والله اعلم - أن يكونوا طالوت هذه الأمة.

من منظور هذا الإسلام نقول للأمة نحن اليوم أفضل مما كنا عليه في 15 أيار 1948، ونحن اليوم اقدر على حمل الرسالة من الجيوش العربية التي ذهبت إلى فلسطين بالأسلحة الفاسدة، والتي تركت عبد القادر الحسيني يموت عند أسوار القدس دون ذخيرة ودون مدد، وأيضا الجيوش الأخرى التي خضعت للقرارات البريطانية والغربية فنتج عن كل ذلك نكبة فلسطين.

من تحت ركام الفتنة في سوريا، ورغم الضباب الذي نتج عن أخطاء وانحرافات الإسلاميين المزعومين، ورغم انكشاف الخلل السياسي والاستراتيجي الكبير لحركة الإخوان المسلمين، ورغم كل المؤامرات والخيانات والبيع والشراء نقول نحن اليوم أفضل حالا واقرب إلى فلسطين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا شك أن الكلام الذي تقدمت به الآنسة "كرمى الخياط" بالنيابة عن تلفزيون الجديد في لاهاي، هو كلام علمي ورصين ويصيب كبد الحقيقة، كان يفترض بهذا الموقف وبتراكم أخطاء وخطايا (المحكمة الخاصة بلبنان)، كما تسمى، منذ شهود الزور إلى الآن، كان يفترض بكل هذا أن يوقظ بعض اللبنانيين الغافلين والذين لا يزالون يعلقون أملا على ما يسمونه (المحكمة الدولية) و (العدالة الدولية)، ولكن للأسف يبدو أن الأمر كما قال الشاعر:

ومن يهن يسهل الهوان عليه      ما لجرح بميت إيلام

فإذا كان موقف الصحافة في لبنان ازاء مهزلة ما يسمى بالمحكمة الدولية لم يوقظ بعض اللبنانيين الغافلين فهل يوقظهم اقترابنا من تاريخ 25 أيار والفراغ المحتمل في سدة الرئاسة مما سينعكس سلبا على معنويات اللبنانيين ودور لبنان الاقتصادي، عنيت أن فراغ سدة الرئاسة لن تكون له آثار سلبية حقيقية على الدولة ومؤسساتها وسير الأمور في لبنان، ولكن الآثار ستكون معنوية فقط تنعكس على دورة الاقتصاد وما إلى ذلك، وسيكون الأمر سلبيا بشكل كبير.

كما تلقينا تهاني ودعما كبيرا تلقينا كذلك انتقادات كثيرة لاذعة حول موقفنا من زيارة البطريرك إلى القدس، واعتبارنا أنها استثناء من الأصل ولن تكون تطبيعية، لم يؤخرنا الانتقاد عن موقفنا ولم يزدنا الدعم ثباتا على موقفنا، ولننتظر قليلا ستكون هذه الزيارة إن شاء الله دعما لصمود الفلسطينيين يتأذى منها الصهيوني ويصبح الجمهور المسيحي في فلسطين ولبنان أكثر ثباتا وصمودا في وجه الاحتلال الصهيوني ولن يكون العكس بإذن الله، وان غدا لناظره قريب.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا