×

الشارع مقابل الشارع.. لن يمر

التصنيف: الشباب

2015-09-17  07:49 ص  295

 

السفير : زينب سرور
الشارع مقابل الشارع
إنّ كل ما سبق لا يعدو كونه تفصيلاً في وجه الآتي. القوى الأمنية، الّتي دفعت المواطنين من أمام مسجد الأمين وحتّى تقاطع بشارة الخوري، بطريقةٍ أقل ما يُقال فيها أنها وحشيّة، اختارت التفرّج على مسرحيّة تكسير خيم المضربين عن الطّعام أمام مبنى "اللعازارية".
من أنتم؟ لمَ تهجمون على خيمنا؟ سأل المضربون. جاءهم الجواب صريحاً بطريقةٍ وقحة، وعلى مرأى ومسمع من قوى الأمن ومكافحة الشغب "نحنا جماعة بري، وجاييتنا أوامر".
عرّف هؤلاء عن أنفسهم على أنّهم من أبناء حيّ اللجا وخندق الغميق. لم ينزل أبناء تلك المناطق بمفردهم إلى الشارع. حظي هؤلاء بمواكبة الملازم أول حسين دمشقي. والأخير هو ابن أبو خشبة. ولمن لا يعرف من هو أبو خشبة، هو مسؤول أمن عين التينة.
إذاً، ابن مسؤول كبير في "حركة أمل" واكب تكسير خيم متظاهرين سلميّين اختاروا الاحتجاج عبر الإضراب عن الطّعام. لم ينبس عنصرٌ أمني على الأرض ببنت شفة. تفرّجوا وعصيّهم محنيّة نحو الأسفل على عملية التكسير. شهدوا ضرب المضربين عن الطّعام والمعتصمين و"المشكل" الكبير بصمتٍ مستهجن. هل هؤلاء هم أنفسم من كان يضرب ويسحل ويعتقل قبل نصف ساعةٍ من الآن؟.
ليس الأمر مستغرباً. ساعات ما بعد الظّهر أوضحت تماماً التكتيك المُتّبع: مجموعة من الشباب تابعة لجهةٍ سياسيةٍ معيّنة تخرج إلى الشارع، تنهال بالاعتداء والضرب على مواطنين، متلها متلهن، يخرج الشارع عن السيطرة، نضع المواطنين بوجه بعضهم البعض، الشارع في مقابل الشارع، نخرج نحن بصمت من إطار تحمّل المسؤوليّة. وبالفعل، دُحضت شكوك من كان يظنّ أنّ لقوى الأمن نوايا حسنة عندما انسحب أولئك بعد أقل من ربع ساعةٍ من تكسير الخيام.   
"حركة أمل" استنكرت زجّ اسمها في معمعة تكسير الخيم وكذلك الاتّهامات التي وُجّهت إلى حرس المجلس النيابي بالاعتداء على المتظاهرين. اعتبرت أنّ "المتّهم الرّئيسي هو الذي يعتدي على كرامات الناس عبر الشاشات، بشكل يحرك مشاعرها"، متمنيةً من الجميع "الحفاظ على الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة، علماً أن لا علاقة لحركة أمل بما جرى".
كما احتفظت لنفسها، بأسلوبٍ يترافق مع مبدأ التعبير عن الرّأي، بـ "بحق بالادعاء على من وجّه كلاماً نابياً بحق رئيس الحركة نبيه بري أمام القضاء المختص".
وتبقى أسئلة برسم المسؤولين: من أعطى الأوامر للقوى الأمنية بالوقوف من دون رد فعل أمام الهجوم على المعتصمين؟ من أعطى الأوامر لها بالضّرب العنيف والاعتقال؟ وإن تمّ إطلاق المتظاهرين مساءً. من أطلق ذاك التّكتيك الوضيع بوضع الشارع في مقابل الشارع؟ من أعطى أوامر هذا الأسبوع بإزالة الشّريط الشائك ووضع المتظاهرين على تماسٍ مع مكافحة الشغب؟ والأهم من أعطى الأوامر بوضع تلك الأسلاك الأسبوع الفائت؟ من المسؤول عن ذاك كلّه؟!
عدا ذلك، لقد سقطت القوى السياسية والأمنية اليوم سقطةً شنيعة. لقد أثبتت أنها أفشل من الإمساك بزمام الأمور. أما معادلة الشارع في مقابل الشارع فهي ساقطة، ولن تجرّ الشارع إلى الصّدام.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا