رأفت نعيم - المستقبل

علمت «المستقبل» أن استكمال الجدار الإسمنتي الذي يبنيه الجيش اللبناني حول مخيم عين الحلوة والذي كان قد بدأ العمل فيه قبل عامين، سيلحظ في مرحلته الأخيرة إعادة رسم لقسم من الحدود الشرقية الجنوبية للمخيم وتحديداً في المنطقة الواقعة من مدخل النبعة شرقاً باتجاه طلعة سيروب جنوباً وبستان الطيار باتجاه المخيم غرباً.

وبحسب مصادر مطلعة، فإنه وبموجب الخطة الموضوعة لمرور الجدار في تلك النقطة، سيصبح بستان الطيار - الذي يمتلكه لبنانيون - خارج هذا الجدار الذي سيتوغل عشرات الأمتار في عمق تلك المنطقة، وبالتالي سيصبح قسم من الحدود الشرقية الجنوبية للمخيم واقعاً مباشرة عند حي الطيري الذي شهد خلال نيسان وآب من العام 2017 اشتباكات عنيفة بين حركة فتح ومجموعة بلال بدر، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وعن تدمير الحي المذكور وتضرر أحياء مجاورة، وفرار بلال بدر ومجموعته من هذا الحي إلى أحياء في عمق المخيم، لتتموضع في القسم الأكبر منه عناصر من الأمن الوطني الفلسطيني (فتح) التي تمركزت أيضاً في حي الصحون المحاذي، قبل أن تخلي مؤخراً بناية الأسدي التي تتوسط الحيين المذكورين بناء لمطالبة أصحابها وقاطنيها العائدين إليها.

وتضيف هذه المصادر أن اقتراب الجدار من المخيم سيلحظ بطبيعة الحال إعادة تموضع للجيش اللبناني على طول هذا الجدار كما جرى في بعض مراحل بنائه السابقة بما في ذلك بناء أبراج مراقبة أو استحداث نقاط تمركز أو حتى مداخل فرعية وفق ما تراه القيادة مناسباً.

وكانت سجلت خلال أعمال بناء أقسام سابقة من الجدار لا سيما من الجهة الغربية، حالات إعادة رسم لحدوده في تلك المنطقة، أتاحت لأصحاب بساتين وأرض زراعية كانت ضمن الحدود «الأمنية» للمخيم ولم يكن بإمكان أصحابها قبل ذلك استغلالها بسبب موقعها ولدواعٍ أمنية، استعادة حرية التصرف بها بعدما أصبحت خارجه بفعل مرور الجدار بينها وبينه.