×

صيدا المدينة الرمضانية الاولى … ولكن ماذا عن باقي أشهر السنة !!

التصنيف: أقلام

2024-03-28  09:49 ص  147

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

 

وبلدية صيدا على خط استدامة الانشطة الى ما بعد شهر رمضان ! 

 

 

 حنان نداف- الوكالة الوطنية للاعلام   

 

كما في كل عام تثبت مدينة صيدا اللبنانية ( صيدون التاريخية ) بأنها المدينة الرمضانية الاولى بلا منازع ، استطاعت أن تحصد هذا اللقب وتتربع على المرتبة الاولى لسنوات عديدة وتجذب اليها السياح والزوار من مختلف المناطق اللبنانية للاستمتاع بأجوائها الرمضانية المميزة ولكن .. حركة الانتعاش التي تعيشها المدينة على كافة الصعد حصرا خلال شهر رمضان المبارك تنتهي مع انتهائه فتطفىء المدينة القديمة انوارها ليلا وتتراجع فيها الانشطة والفعاليات الجاذبة لتتحوّل الى مدينة "نهارية "تنطفىء مع هبوط الشمس قبالة بحرها .. 

ويبقى السؤال لماذا لا تحافظ المدينة على انتعاشها وحركتها المميزة طوال أيام السنة وليس حصرا خلال شهر رمضان المبارك طالما انها تمتلك مقومات تاريخية واثرية وتراثية لا تقل اهمية عن باقي المدن التاريخية في لبنان ؟ فيما يشكو اصحاب المؤسسات والمراكز السياحية والتراثية والتجارية فيها عن تعثرهم باقي اشهر السنة ؟  

 

 

 

وبالعودة أن صيدا هي المدينة الرمضانية الاولى فذلك يعود لعدة اسباب وعوامل أبرزها :

 

الاجواء الدينية والتراثية 

تمتزج الاجواء الدينية والتراثية فيها حيث تعجّ مساجدها بالمصلين وتزدحم المدينة القديمة بأزقتها وساحاتها الشعبية بالزوار من مختلف المناطق والسياح الباحثين عن بهجة الشهر الفضيل. 

 

انتعاش ساحات المدينة القديمة

 تنتعش المدينة القديمة وتحديدا ساحة باب السراي صعودا الى مقهى الزجاج وصولا الى ساحة ضهر المير من خلال المقاهي التي تعكس اجواء السحور والسهر والسمر فيها ، 

 

تنوع الفعاليات الرمضانية 

تنوع الفعاليات والانشطة الرمضانية من إقامة معارض حرفية وفنية وثقافية والامسيات الموسيقية والحفلات الانشادية والرقص المولوي الذي يؤديه " الدراويش " والتي تتوزع على معالمها التراثية والاثرية من " خان الافرنج " الى " خان صاصي" وقصر دبانة ومتحف الصابون - عودة والحمام الجديد" ،

 

 

الحفاظ على تقاليد وتراث الشهر الفضيل

 

 الحفاظ على تقاليد وتراث الشهر الفضيل والتي قلّما تجدها في باقي المدن حيث لا يزال المسحراتي بزيه وطبلته والذي يعد جزءا من ذاكرة رمضان حاضرا في أحياء المدينة القديمة يواظب على ايقاظ الناس ومناداتهم للقيام على السحور ،

 

 احياء ليالي العشر الاواخر من شهر رمضان في المساجد وقيام الليل حتى مطلع الفجر ،

 

 مسيرة ليلة القدر وهي تقليد صيداوي قائم منذ عشرات السنين حيث تجوب مسيرة كبيرة بمشاركة مختلف الفرق الكشفية انحاء شوارع المدينة وتبعث الفرحة في قلوب الصغار كما الكبار.

 

التكافل فيما بين اهل المدينة وتحسسهم ببعضهم البعض خاصة وان المدينة تتميز بطابعها العائلي فتنشط الجمعيات الاهلية بعمل الخير وتقديم يد العون للفقير والمحتاج من خلال إقامة حملات اطعام صائم وتوزيع الوجبات الساخنة او إقامة حفلات السحور و الافطارات الخيرية والتي يعود ريعها لمساعدة كل محتاج.   

 

صيدا القديمة قلب المدينة النابض

 

تتحول المدينة القديمة في رمضان الى قلبها النابض الذي يضخ اقتصادا وانتعاشا لكافة مرافقها السياحية والتراثية والاثرية طوال الشهر الفضيل وتشكل نقطة جاذبة لمختلف الزوار والسياح للاستمتاع بليالٍ رمضانية فريدة تحاكي مشهديات الشهر الفضيل ايمانا وتراثا وثقافة وفنا من خلال الفعاليات التي تقام حصرا في رمضان في مختلف المعالم الاثرية والتي تستهوي الوافدين للاطلاع ايضا على البيوت الاثرية التي تعود بمعظمها الى الحقبتين الايوبية و العثمانية و لا يزال يقطنها نحو تسعة الاف مواطن ..      

 

إذن هذه العوامل وظّفتها المدينة واستطاعت الإفادة منها بأن تجعل من نفسها المدينة الرمضانية الاولى الجاذبة والحاضنة للسياح والزوار من مختلف المناطق اللبنانية فضلا عن حرص بلدية صيدا بتنظيم هذه الفعاليات والاعلان عن البرامج والانشطة اليومية والمتواصلة فيها .. وبالتالي فهي بحاجة أيضا الى ان توظّف مقوماتها التاريخية السياحية والتراثية من خلال خطة عمل مستدامة وأنشطة وفعاليات متواصلة تجعل منها مدينة جاذبة على مدار السنة !!

 

بديع

ويقول رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع انه بالفعل تنشط المدينة خلال شهر رمضان المبارك دون باقي اشهر السنة وبأن البلدية تعمل على رصد ميزانية بالتعاون مع الجمعيات للمحافظة على هذه الحركة الى ما بعد شهر رمضان المبارك كاشفا بأن البلدية سيكون لها تمثيل في المدينة القديمة من خلال مكتبها عند ساحة باب السراي والذي ستكون مهمته خدمة اهالي البلد ومتابعة وتفعيل الانشطة السياحية والثقافية بشكل مستمر .

 

وقال : خلال شهر رمضان يكون هناك انشطة وفعاليات وهذا الجو المميز ونحن كبلدية في كل سنة ندير هذه الانشطة مع الجمعيات الاهلية مع المؤسسات والكشاف ونطلق البرنامج للشهر الفضيل.

وتابع : ولكن كل هذه الامور لها تكلفتها ونحن كبلدية نساهم مثلنا مثل عدد من الجمعيات وعدد من الاشخاص وهي لها ميزانية محددة ونحن في البلدية نساهم في هذه الميزانية لتغطية الsecurity والانارة والصوتيات ولتغطية عدد من الافطارات والسحور والزينة وهذه ميزانية محددة نرصدها لشهر رمضان.

واكمل : من هنا الاجابة انه لا يكمل هذا الموضوع الى باقي ايام السنة لان ميزانيتنا كبلدية لا تسمح بتغطية هذا الموضوع على مدار العام.

وتابع : ولكن هناك بعض الامور يمكن ان تكمل لما بعض رمضان مثل اشتراكات الكهرباء لتمديد ساعات الانارة لوقت اطول وتحديدا في صيدا القديمة وايضا اعمال التنظيف مستمر لبعد رمضان في صيدا القديمة وكذلك فيما يتعلق باعمال الترميم المستمرة منذ سنوات لذلك الخطة هذه السنة هو انه كما كل الناس تسأل لماذا سنتوقف بعد انتهاء شهر رمضان أقله ان نستمر خلال اعطال نهاية الاسبوع لذلك نحاول ان نرصد ميزانية صغيرة بمساعدة الجمعيات انه على الاقل في ايام الجمعة والسبت والاحد ان يكمل هذا الموضوع ولكن ليس فقط في صيدا القديمة وانما في كل انحاء صيدا .

وردا على سؤال قال : من المفترض ان يكون هناك اجتماع مجلس بلدي وسنأخذ قرار بأن البلدية تملك مكتب في صيدا القديمة وتحديدا في ساحة باب السراي والذي هو الان معرض صور ولكن بعد العيد سينتهي المعرض وسيتم وضع صور صيدا السياحية وصور صيدا التراثية وسنأخذ قرار بأن يكون هناك موظف دائم مع شرطي بلدي ليكون بمثابة تمثيل لبلدية صيدا داخل المدينة القديمة ومركز لاهل صيدا القديمة لتخليص معاملاتهم وتسهيل امور اهالي البلد وايضا سيكون هناك لجنة صيدا القديمة وسأكون انا من ضمنها لاعادة تفعيلها مع الجمعيات التي تعمل في صيدا القديمة وهذا الامر يخلق نواة لموضوع صيدا القديمة والنشاطات من خلال هذا المكتب الذي سيكون له ثلاث وظائف اولا لخدمة اهالي صيدا القديمة ، مقر للجنة صيدا القديمة التي ستتألف من اعضاء المجلس البلدي وممثلين عن اهالي صيدا القديمة 

و سيكون مكتب سياحي لتنظيم انشطة سياحية وثقافية في صيدا.  

                                

 

قرة احمد 

ويعتبر المؤرخ والباحث في تاريخ مدينة صيدا الدكتور طالب محمود قرة أحمد بأنه يجب وضع خطط مستدامة لتبقى المدينة منتعشة على مدار العام وليس فقط خلال شهر رمضان من خلال استمرارية الانشطة والفعاليات وتنمية المدينة القديمة بنقل كل مقومات العيش الموجودة خارجها اليها .. 

وقال : حصرنا مدينة صيدا القديمة بساحة باب السراي امتدادا الى مقهى الزجاج وصولا الى ساحة ضهر المير، اذا ما أردنا ان نعود بهذه المدينة لتكون مدينة تراثية علينا ان ننشّط ونكثر من هذه المراكز السياحية يعني المدينة السياحية ليست محصورة بساحة باب السراي هناك العديد من الساحات الموجودة في مدينة صيدا لا أحد يعلمها غير ساحة باب السراي وساحة ضهر المير هناك ساحة اللاز وساحة الساحة..

وتابع : هؤلاء القيمين على القيام بهذه النشاطات سواء كانوا من بلدية وجمعيات ومؤسسات او من اصحاب قصور كقصر دبانة وقصر عودة وقصر صاصي ان يستمروا بإقامة هذه النشاطات على مدى ال11 شهر المتبقية، كيفية الاستمرار بهذه النشاطات على مدى 11شهر هي بالشكل التالي اولا اقله ان يكون هناك تمثيل للدولة اللبنانية داخل البلد القديمة كمخفر للشرطة وكمخفر للقضاء ان يكون هناك داخل المدينة محامون واطباء يعني مقومات المدينة الموجودة في المدينة الخارجية ان ننقل هذه المقومات الى داخل المدينة لكي يكون هناك حركة استمرارية، يعني لماذا لا يكون هناك مول مصغر داخل مدينة صيدا القديمة لماذا لا يكون هناك صيدلية داخل المدينة القديمة ، هل صيدا القديمة يجب ان تعتمد فقط على المقاهي وعلى المنقوشة وصحن الفول ، اين المستوصفات اين المدارس اين المستشفيات اين المراكز الاقتصادية والسياحية ، اين المولات ، اين المحلات ..

وأكمل : إذن اذا اردنا النهوض بهذه المدينة يجب ان نأتي بالسواح لهذه المدينة ليقتنوا من هذه المدينة ، لماذا لا نقيم محترف حرفي في بعض الاماكن بإيعاز من بلدية صيدا ، لماذا لا نقوم بمكتبات تراثية وهذا المكتب الموجود في ساحة باب السراي التابع لبلدية صيدا لماذا يجب ان يكون محصورا بإقامة بعض المعارض الناقصة والمنقوصة وانا اتحمل مسؤولية كلامي ولكن ان يكون معرضا دائما لصور عن مدينة صيدا منذ مئتي عام ان يكون مستودعا لهذه المؤلفات والكتب التي كتبها مؤلفون عن مدينة صيدا سواء كانوا من القديم او من الحديث او من التاريخ المعاصر اضف الى ذلك ان ننمي البنية التحتية وان ننمي البلد من الداخل.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا