×

العبث بالليزر يهدد بالكوارث أثناء إقلاع الطائرات وهبوطها

التصنيف: المرأة

2009-11-07  09:42 ص  1637

 

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
تعرض حارس مرمى المنتخب الألماني السابق ينز ليمان، وحارس مرمى فريق شتوتغارت حاليا، إلى عدة هجمات بضوء أخضر غشي عينيه أثناء مباراة فريقه ضد رابد فيينا النمساوي في الدوري الأول من بطولة أبطال الدوري الأوروبي. ثبت بعد التحقيق أن مشجعي النادي النمساوي استخدموا أقلام تأشير الليزر ضد ليمان لتشويش بصره أثناء هجمات فريق «رابد فيينا» ضد فريق شتوتغارت.

وأثار ذلك بالطبع قلق اتحاد كرة القدم الأوروبي الذي طالب بتشديد إجراءات الرقابة على الجمهور ومنع إدخال أقلام الليزر الصغيرة، التي لا يختلف حجم بعضها عن حجم القلم العادي، إلى الملاعب. إلا أن خسارة فريق لكرة القدم بسبب تشويش نظر حارس المرمى لا يرقى بالتأكيد إلى مخاطر استخدام هذه الأقلام ضد الطيارين أثناء الهبوط والإقلاع. فتشويش نظر الطيار لبضع ثوان يكفي، حسب رأي الخبراء الألمان، لوقوع كارثة طيران قد تودي بحياة العشرات. عدا عن ذلك فإن إطلاق «قذائف» الليزر ضد ليمان لم ينفع الفريق المضيف الذي خسر المباراة بثلاثة أهداف نظيفة سجلها مهاجمو شتوتغارت.

مع ذلك لا يتردد بعض «الزعران» والمشاغبين عن استخدام أقلام تأشير الليزر ضد الطيارين رغم أن القانون الألماني (الفقرة 315 من قانون العقوبات الجزائية) وضع عقوبة ترتفع إلى عشر سنوات ضد إساءة استخدام هذه الأقلام. ويطلق القضاء الألماني على مستخدمي مؤشر الليزر العبثيين اسم «أغبياء الليزر» رغم أنه من غير الثابت بعد ما الدافع وراء «التمتع» بمثل هذا العبث القاتل. ويصف يورغ هاندفيرغ، من اتحاد الطيارين الألمان (كوكبيت)، استخدام الليزر ضد الطيارين بإلقاء بعض العبثيين الحجارة وقطع الخشب من الجسور على السيارات المنطلقة على الطرق السريعة. وسبق للأخيرة أن تسببت في موت عشرات المسافرين على الطرقات، ومارسها في الغالب مراهقون عبثيون لا يقدرون أحيانا حجم الكارثة التي قد تنجم عن مثل هذا «اللعب بالنار».

وطالب عدة نواب ألمان مؤخرا بتحريم استخدام بعض أنواع مؤشر الليزر القوية رغم استخدامها الواسع في المحاضرات والعروض العلمية والتدريس. ويطالب هؤلاء النواب شركات إنتاج المواد الإلكترونية بوقف إنتاج أقلام الليزر العالية الكفاءة بهدف وقف استخدامها كسلاح من قبل «أغبياء الليزر». وتنتشر أقلام الليزر منذ أكثر من عقد كبديل للمسطرة والماوس وشاشات اللمس في العروض والمحاضرات الجامعية، فهي تحرر المحاضر من الوقوف إلى جانب اللوحة، حيث لا تترك ظله على الصور المعروضة، وتؤهله للتنقل بحرية بين الطلاب.

ويمكن لقلم ليزر سعره 3.95 يورو فقط أن يطلق أشعة تؤثر في نظر الإنسان من مسافة 100 متر. ويبلغ مدى بعض الأقلام نحو 1000 متر وتستخدم طاقة أشعة ترتفع إلى 10 مليواط في حين أن الحد الأعلى المسموح به في ألمانيا هو 5 مليواط. وتحذر الدوائر الصحية الألمانية من مؤشرات الليزر المستوردة من الصين وتعتبرها خطرا على مستخدمها وعلى الآخرين لأن قدرتها ترتفع إلى أكثر من 10 مليواط.

وكانت إحدى المحاكم الأميركية قد حكمت بالسجن لمدة سنتين ونصف على شاب أميركي (37 سنة) استخدم قلم الليزر لإصابة طيار بالعمى المؤقت أثناء الإقلاع. وكاد العبث بالليزر أن يؤدي إلى كارثة تحل بالطائرة التي كانت تنقل أكثر من 100 ضيف. حدث ذلك في مايو (أيار) 2008 في مطار جون واين في كاليفورنيا واستهدف طائرة بوينغ ضخمة.

ولا يبدو الخطر في ألمانيا أقل منه في الولايات المتحدة رغم الاحتياطات التي تفرضها حملة الحرب على الإرهاب. وبعد قرار حظر نقل السوائل داخل حقائب المسافرين الذاهبة معهم إلى جوف الطائرة، جاء الآن دور تفتيش الأقلام بحثا عن أقلام الليزر بين الزوار والمودعين. والمشكلة في استخدام أقلام الليزر القوية من على سطوح المنازل أو الأبراج والعمارات العالية خارج نطاق الحلقات الأمنية في المطارات.

وكانت السلطات الألمانية تعتقد أن الهجمات بالليزر على الطيارين تقتصر على المطارات المحلية إلى أن تعرض طيار طائرة ألمانية إلى أشعة ليزر بينما كان في طريقه إلى الهبوط في مطار فرانكفورت الدولي. وتحدث الطيار يوم 4/11 الحالي عن أشعة خضراء انطلقت من أحياء فرانكفورت القريبة من المطار وغشيت عينيه. وتبحث الشرطة حاليا عن مجهول استخدم قلم ليزر قويا لتشويش خطوط النقل الجوي التجاري فوق حي «هوكست» في فرانكفورت.

وليست هناك إحصائية رسمية عن الهجمات بالليزر على الطيارين في ألمانيا، إلا أن يورغ هاندفيرغ، من «كوكبيت»، تحدث عن 20 هجمة سجلت بين 26 أغسطس (آب) و26 سبتمبر (أيلول) 2009. وشملت الهجمات حسب تقديره مطارات برلين وهامبورغ أساسا، وليس هذا غريبا لأنلمانيا إلا أن يورج هاندفيرج تحدث عن 20أل مستوى الجريمة في المدينتين معروف بارتفاعه. إلا أن كريستينا كيلك، من اتحاد شركات تأمين الطائرات الألماني، تحدثت عن هجمات يومية على الطيارين الألمان بأشعة ليزر. وقالت كيلك إن الهجمات سجلت في مطارات بريمن وهامبورغ وبرلين وزاربركن وكولون وشتوتغارت. ورصد الاتحاد 4 حالات بين 11 سبتمبر و4 أكتوبر (تشرين الأول) 2009 ببرلين وحدها.

والمقلق فعلا هو الميل للعبث بقلم الليزر ضد سائقي القطارات والسيارات أيضا في ألمانيا. إذ تعرض سائق مترو الأنفاق رقم 8 ببرلين إلى هجمة بقلم الليزر أصابته بالعمى لعدة ثوان أثناء انطلاقه من محطة كرويتسبيرغ. وقال سائق القطار إنه أصيب برعب هائل لأنه اضطر لقيادة القطار المكتظ بالمسافرين بين محطتين دون أن يستطيع الرؤية. ويمكن لاستخدام الليزر من مسافات قريبة، أي من بين الأشجار القريبة من الطرق السريعة، أن يؤدي إلى كوارث حقيقية.

ورصدت السلطات الألمانية المزيد من الهجمات في الحقل الرياضي، وهي بمعظمها هجمات ينفذها المشجعون ضد الفريق الآخر. إذ تعرض حامي هدف هانوفر إلى هجمات بأشعة ليزر خلال مباراته ضد فريق كولون، كما تعرض اللاعب باستيان شفاينشتايغر، من بايرن ميونيخ، إلى هجمات مماثلة أثناء مباراة فريقه ضد شتوتغارت. وقال اللاعب إنه فقد بصره لثوان وأجبره ذلك على التوقف عن اللعب.

وجاء في تقرير لشرطة مدينة روستوك (شرق) أن مراهقين اثنين استخدما مؤشر الليزر لسرقة المسنين في الشوارع. وكان الأول يغشي بصر السيدات بأشعة ليزر ليتولي شريكه خطف حقيبتها من يدها. ونجح رجال الشرطة في محاصرة اللصين في شارع جانبي إلا أن الشابين استخدما قلم الأشعة لإصابة الشرطيين بعمى مؤقت ونجحا بالإفلات من قبضة العدالة بفضل الأشعة الخضراء.

بل تجرأ هولندي تخطى سن العبث (55 سنة) وتعرض يوم 30 أكتوبر الماضي إلى طياري الناتو في القاعدة القريبة من تيفرين الهولندية على الحدود الألمانية. وتعرض طياري طائرة الأواكس «ناتو 17» و«ناتو 15» إلى أشعة ليزر أثناء الإقلاع من المطار للإشراف على المنطقة. واضطر برج المراقبة إلى مطالبة طيار اواكس «ناتو 17» بعدم الهبوط والدوران حول المطار ريثما تنقشع غمامة الليزر من على عينيه. وألقت الشرطة العسكرية على الفاعل في قرية قريبة تبعد 300 متر عن قاعدة تيفرين.

على المستوى العالمي، وحسب إحصائية اتحاد الطيارين العالمي، ارتفع عدد الهجمات بأشعة ليزر من 42 عام 2000 إلى 600 عام 2007. ويتوقع الاتحاد تصاعدا مؤثرا في «موضة» العبث بالليزر خلال السنوات القادمة.

وأخضع معهد طب الليزر، التابع لجامعة دسلدورف (غرب) 23 نوعا من أنواع أقلام الليزر السائدة في السوق إلى فحوصاته التقنية وتوصل إلى أنها كلها خطرة على الإنسان. وتؤدي الأشعة التي تسقط على العين إلى رفع درجة حرارة الأنسجة (الشبكية) بمقدار 20 درجة مئوية وتلحق أضرارا شديدة بالقدرة على النظر.

سرق الاوسط

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا