×

رئة" يتنفس بها مخيم يختنق !

التصنيف: مخيمات

2019-12-13  04:16 م  280

 
رأفت نعيم

في قطعة ارض كان يشغلها مرآب للسيارات في مخيم عين الحلوة ، يمضي يوسف اسماعيل معظم وقته بالإعتناء بورود وشتول واشجار زينة تتوزع في انحاء المكان الذي تحول بفعل ذلك الى اشبه بـ"رئة " نظيفة يتنفس بها المخيم المختنق بأبنيته وبيوته وقاطنيه .

والى فسحة خضراء تكسر رتابة المشهد المشوه بتراكم العوامل المشوهة للمنظر العام كما الملوثة للبيئة، مع الأخذ بعين الاعتبار استثنائية وخصوصية وضع مخيم يضم اكثر من 80 الف لاجىء فلسطيني وفلسطيني سوري والمعاناة التي يعيشها القسم الأكبر من ابنائه تحت خط الفقر او بأحسن الأحوال عنده ، وما يراكم يوميات ابنائه من هموم المعيشية واعباء ناجمة عن ارتفاع نسبة البطالة والنقص الكبير في الخدمات التي يمكن ان توفر لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة ما يجعل هذه المعاناة تتقدم على ما عداها من اولويات، ويدفع بكثير من ابنائه وقاطنيه الى محاولة اجتراح افكار واشكال من الأعمال المتاحة التي تعود عليهم بمردود يقوت عائلاتهم، وبعضها اعمال قد تكون غير مألوفة بالنسبة لمكان كالمخيم ومنها على سبيل المثال " مشتل " ابو محمد " والذي يبدو غريبا بعض الشيء بالنسبة ان يخترق هذا المتنفس الطبيعي مخيماً لا تتعدى مساحته الكلم المربع الواحد تتكدس فيه المساكن وتضيق بقاطنيها وتزدحم الشوارع نهاراً وتنحسر فيه المساحات الخالية او غير المشغولة بسكن او تجارة او صناعة او مقرات سياسية ودولية ، وما يتبقى منها تشغله مرائب صغيرة للسيارات .

يقول اسماعيل وهو لاجىء فلسطيني – سوري "انه اساساً كان مزارعا لكنه عمل لفترة الى جانب ذلك بمهنة تلبيس الحجر". ويضيف " بدأت الفكرة باستقدام شتول وورود الى المخيم وبيعها ضمن نطاق محدود ، وسرعان ما تطورت الى فكرة تحويل مرآب للسيارات الى مشتل كبير وقد نجحت الفكرة كونه يقع في منطقة حيوية داخل المخيم ، ويتوسط شارعا فيه مدارس ومكاتب للأنروا ومرافق تجارية .

ما ان يحل فصل الربيع حتى تزهر ورود مشتل " ابو محمد " في قلب عين الحلوة ، ذلك أنه يكون أوان تفتحها ويزدهر الاقبال عليها .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا