×

آل الفاخوري بقلم: نادر حجاز

التصنيف: المرأة

2009-10-19  11:49 م  2276

 

 

في الماضي كانوا ارباب صناعة فريدة ابدعوا فيها وكنوا بها، واليوم لا يقل تاريخهم عما مضى فمنهم مبدعون في الادب والفن والسياسة رغم الهجرة التي افقدت العائلة الكثير من ابنائها المنتشرين في اصقاع العالم.
لآل فاخوري انتشار واسع في كل لبنان من الشمال الى الجنوب، ورغم ان ارومتهم الكبرى موجودة اليوم في بلدة بيت شباب المتنية الا انها موجودة في اكثر من محلة ولا سيما زحلة، بعلبك، بيروت، الجنوب وطرابلس وهذه العائلة لا تقتصر على طائفة ولون واحد بقدر ما تختصر وطن بكل تلوناته وانتماﺀاتهم فمنهم المسلمين السنة في بيروت والارثوذكس في زحلة والشيعة في بعلبك والموارنة في بيت شباب، وعلى امتداد انتشارهم كانت منهم وجوه بارزة ومشاهير في الادب والفن والسياسة.
تختلف المصادر والآراﺀ حول اصل آل الفاخوري ومن اي منطقة كان قدومهم فمنهم من ظن بقدومهم من بلاد جبيل، في حين يعتبر البعض بان اصلهم من بعلبك ومنها كان قدومهم الى بتغرين واصحاب هذا الرأي يقولون بوجود آل الفاخوري في بعلبك منذ عهد الرومان وانهم كذلك تعلموا صناعة الفخار هناك ومارسوها نتيجة لحاجة الامبراطورية الى التخزين والتموين فكانوا يصنعون الخوابي الكبرى للزيوت والحبوب والخمور وكان البقاع كل في تلك الحقبة يسمى باهراﺀات روما لما يشكله من تموين اساسي للامبراطورية الرومانية.
اما الدكتور انطوان البيطار في كتابه "تاريخ بيت شباب" يقول بان آل الفاخوري "ينتسبون الى بني الكريماني مــن كفور العربي، وتــفــرع منهم آل قسطنطين في غزير" وهذا يتوافق مع الرواية التي تقول بقدومهم من الكفور الى فتوح كسروان ومنها الى بيروت وبعبدا حيث اشتهروا وذاع صيتهم وانتشرت صناعتهم، ويقول د. بيطار بانه اشتهر منهم في تلك الفترة "الخوري ارسانيوس الفقيه الشاعر، وشقيقه الخوري يوسف الــذي خدم كنيسة ابرشية بيروت زمنا، وعاد بعض انسبائهم الى غزير، وصيدا، ومنهم رفعتلو سليم افندي مدير مال قضاﺀ المتن، ومن هذه الاسرة نشأ اسقفان اندراوس ومكسيموس الكاثوليكيان في القرن الثامن عشر".
وبعد تنقلاتهم الكثيرة كان استقرارهم في بيت شباب ولكن اغصان هذه الشجرة الكبيرة بقيت منتشرة وذكرنا بان منهم على الدين المحمدي كما في بيروت وبرز هناك الشاعر والكاتب عمر الفاخوري، وطرابلسيون من آل العمري ومنهم في زحلة واشتهر منهم الكاتب شكري انيس فاخوري وله انتاجات ومؤلفات كثيرة ومهمة وكذلك النائب والوزير السابق شوقي فاخوري والكاتب والفنان كفاح فاخوري، وهذا الفرع المتواجد في زحلة قد انتقل اليها من بيت شباب في العام 1914 اثر الحرب العالمية الاولى وما قاساه وعاناه اللبنانيون آنذاك من ظلم واضطهاد وحصار السلطنة لهم. وكذلك منهم المسيحيون في صيدا وبيروت وبعبدا وغزير وطرابلس. وتتواجد الاسرة كذلك في الكفير، عيتا الفخار، صور، البترون، بترومين، درب السيم، روم، حوش، حالا البخارية ومعاصر الشوف.
اما تسميتهم بالفاخوري فانما ترجع الى قديم تاريخهم حيث كانوا يتعاطون في صنع الفخار، وعندما نزل احد اجدادهم وهو ابو ابراهيم يوسف الى بيروت فضمن فواخيرها وعمل فيها فسمي الفاخوري، ومنها انتقلوا الى بعبدا حيث تعاطوا في صنع الفخار، وفي الواقع فان هذه المهنة هي التي قادتهم الى بيت شباب ففي كل تنقلاتهم كانوا يبحثون عن التربة الصالحة والتي تسمح لهم بصناعة الفخار، وتبين لهم ان تربة بيت شباب هي الاثبت صلابة لصناعتهم فقصدوها " في اوائل الربع الثاني من القرن الثامن عشر وسكنوا اعالي البلدة ولكن المناخ وصعوبة نقل الاتربة جعلاهم ينتقلون الى" الفاخورة "شرقي البلدة ومنها انتقلوا الى غرب البلدة ويعرف حيهم اليوم بحي الفاخوري وهم من العائلات المهمة في بيت شباب ولهم لمساتهم واثرهم في تاريخ هذه البلدة المتنية العريقة.
وتفرعت العائلة كثيرا في بيت شباب ومن اهم فروعها: مراد، لبنان، رزق الله، موسى، نقول، سعد، عبود واسكندر.
ولكنها عرفت الهجرة باكرا الى افريقيا واميركا الجنوبية حتى انه يقدر بان الثلثين منها من المهاجرين المنتشرين في اصقاع الارض.
زارت "صدى البلد" موطن الفاخوريين في بيت شباب، وذلك بعدما اشعل "فوزي حنا الفاخوري" البردوشي "وهي الفرن حيث يحرق الفخار، الا ان العم فوزي هو الاخير في اسرته الذي ما زال يحافظ على هذه المهنة التي اختصرت تاريخ اسرته ولكنه فخور بانه يحمل هذا الارث الكبير كما يقول.
واما هذه الصناعة فهي موجودة منذ اكثر من 200 سنة في بيت شباب وفي منتصف القرن الماضي كان هناك حوالي الـ 40 "بردوشة" وكل منها تشتعل على حرارة 1300 درجة لمدة 7 ايام ليلا ونهارا. وبعدها تعمل كل العائلة في "الرواقة" حيث استقبلنا العم فوزي وهو المكان الذي يتم فيه تحضير الاواني الفخارية وخوابي الزيت والعرق.
واما اليوم فلقد تراجعت كثيرا هذه الصناعة وتواجدها في غير بيت شباب يقتصر على راشيا الفخار والشوف ولكنهم لا يصنعون الفخار الذي تجده في بيت شباب نظرا لاختلاف التربة المستخدمة.
ويتابع فوزي الفاخوري حديثه عن مهنة اجداده المهددة بالانقراض ولكن بغصة نظرا لغياب اي دعم لهم على البقاﺀ او تشجيع للشباب ليتمكنوا من ان يتابعوا في مهنة الاجداد بدل التفكير بالهجرة خصوصا وان فوزي الفاخوري منذ خمس سنوات ذهب الى فرنسا بطلب من الدولة الفرنسية للمشاركة بمعرض خصص لهذه الصناعة وضم 35 حرفيا عالميا في منطقة النورماندي ونال كل تقدير وتشجيع وهذا ما يجعله يتحسر على غياب اي لفتة لهم في لبنان وهم المكرمون في الخارج.
عرف آل الفاخوري في بيت شباب نخبة من الاطباﺀ والمهندسين والمعنيين في الادب والفن فكانت منهم اسماﺀ بارزة من شعراﺀ وادباﺀ ومن ابرزهم الشاعر خليل فاخوري الذي كتب نشيد قوى الامن الداخلي اللبناني وكذلك نشيد الممرضة وكان من وجوه بيت شباب وله مساهماته المهمة وكان من الساعين في تأسيس المتوسطة الرسمية في البلدة وبناﺀ المدرسة المهنية، وتوفي عن عمر يناهز الثمانين تاركا ارثا ادبيا يفوق الـ 40 كتابا من عيون الادب "انطلاق"، "اصابع الفجر" وغيرهما.
واشتهر الصحافي والكاتب فياض فاخوري وكان مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة الانوار وله العديد من المؤلفات ابرزها "تاميراس" و "اصداف الصمت"، اما نقولا فاخوري فكان شاعرا كبيرا كتب بالفصحى والعامية وقاصا وروائيا ومن اشهر من كتب للاطفال، حوالي الـ 300 قصة منشورة في مجلة سامر للاطفال، كما غنى الزجل فوق المنابر فكان من اركان جوقة السبعلي، وله "ع. بساط العمر" و "سفن يا بحار" وغيرهما.
اما الاستاذ نصري فاخوري فمن الوجوه المميزة والبارزة في مجال التعليم والحياة التربوية وله العديد من المؤلفات ويحضر لتوقيع كتابه الجديد "حبي لكِ... اله".
( نصري الفاخوري والاستاذ ديب الفاخوري لتزويدنا بالمعلومات).
 
(البلد)

مصدر موقع بوابة صيدا

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا