×

يعيشون تحت خط الفقر في أشباه منازل زادت من تردي واقعهم

التصنيف: المرأة

2009-10-21  05:43 ص  1144

 

 أن تملك منزلاً من دون أبواب، لا يعني أنك تعيش في بلد الأمن والآمان، ولكن ضيق الحال وعدم الخوف على ما في البيت من ممتلكات ليست ذات قيمة، يجعل ذلك أمراً واقعاً، فيما الإستحمام من دون سقف لا للهروب من لهيب الصيف، بل لأن شرفة المنزل تحوّلت الى حمام وإن كان مكشوفاً!··

كل ذلك على مقربة من عمارات كبيرة، سواءً في العاصمة بيروت أو في أقاصي الشمال وقلب الجنوب، وإن تعددت المناطق لكن تبقى الصورة متشابهة من معاناة عائلات لبنانية تعيش تحت خط الفقر، بحيث لا تملك حاجاتها الأساسية حتى إن وجد رب الأسرة، فيما تزداد معاناة الأسر التي ترأسها امرأة··

ولأن التكافل الإجتماعي سمة المجتمع اللبناني، كانت المبادرات الخلاقة من أفراد حملوا هموم مجتمعهم، وهالهم رؤية مثل هذه الصور، فكان لا بد من اطلاق العمل وتجميع الجهود، وصولاً الى عمل مشترك يخدم العائلات الأكثر حاجة لتأمين المسكن الملائم لربات المنازل·· وجاءت التجارب الناجحة في بيروت والشمال، لتنقل العمل الى مدينة صيدا تحت أسم <بيتنا>، وذلك بفضل جهود مجموعة من الفتيات أردن تمكين المرأة وتنمية دورها بدءاً من المنزل الذي تملكه··

<لـواء صيدا والجنوب> يسلط الضوء على واقع العائلات التي تعيش تحت خط الفقر والجهود المبذولة لتأمين أبسط حقوقهن، فكانت هذه الوقفة مع القائمات على هذا العمل في <جمعية بيتنا>··

غياب مقومات الحياة { ياسمينة مصري، أشارت الى <أن بداية العمل كانت عبارة عن فكرة راودتنا خلال شهر رمضان منذ عدة سنوات، حين كنا نذهب مع عمتي لتقديم بعض المساعدات العينية للعائلات المحتاجة، ورأينا أنه خلال فترة الإنتخابات يتم تأهيل المناطق والشوارع، ولكن تبقى البيوت من الداخل دون ترميم أو اطلاع من المعنيين عن حاجات هذه العائلات، حيث يكتفي البعض بتقديم المواد العينية وبعض المال الذي يقدم في بعض الأحيان لغايات انتخابية، من هنا بدأنا العمل لرؤية ما تحتاج إليه هذه العائلات في مناطقنا>· وقالت: وجدنا أن النش وتكاثر العفن في غرف المنزل، وعدم توافر أسّرة يستطيع من خلالها أفراد العائلة النوم، وخصوصاً للعائلات التي فقدت معيلها، إما بسبب الطلاق أو الوفاة، ونرى أنه في الحالة الأولى لا يعرف الناس مدى حاجة الأسرة لأن الأرملة أو الأيتام تكون فرصهم أفضل في المساعدة من قبل الجمعيات، ولكن التي تعيش وحيدة أو مع زوجها ربما تكون الحاجة أكثر، لأن ذلك يعتمد دخل الأسرة وعدد أفرادها·

وأضافت: بدأنا العمل في طرابلس لأننا نعيش هناك ونعرف العائلات الأكثر حاجة، فقمنا بمساعدة هذه العائلات من خلال اعادة ترميم المنزل من الداخل، فقمنا بتغيير الحمام، الذي كان عبارة عن حفرة، كما قمنا بتبليط المنزل وطلائه بالدهان وتأمين خزان للمياه وتأمين المياه الساخنة والمراوح لأن المنزل لم يكن لديه تهوئة، كما تم تأمين أسّرة للعائلة جميعاً، ومن هنا بدأت الفكرة وانطلقنا من عملنا الذي كان مبادرة فردية وتحويله اليوم الى جمعية تحت إسم <بيتنا>·

حمام مكشوف! { نور رستم، أوضحت <أن أهداف الجمعية هي رفع مستوى المعيشة لهذه العائلات، وليس بالطريقة المادية، لكن من خلال العمل المباشر وتمكين المرأة عبر اعطائها أبسط حقوقها، ويتم ذلك من خلال تأمين أساسيات الحياة وخصوصاً المنزل الذي لا يمكن للمرأة أن تعمل وهي تعيش في منزل من دون أبواب، أو في منزل غير صحي>·

وقالت: عندما يتم تأمين المكان المناسب للسكن تستطيع العائلة أن تجتمع، فكيف يُمكن أن تجتمع أسرة في منزل لا يصلح العيش فيه، فعند تأمين مكان للجلوس أو سفرة تجتمع العائلة على طاولة الطعام، وهذا الهدف يتحقق من خلال اعادة تصليح المنزل، وبالتالي الحد من الفقر وتأمين الحاجات الأساسية للسكن للإنطلاق نحو تأمين فرص العمل·

وأضافت: ومن هؤلاء إمرأة تعيش في منزل صغير لا يتعدى حجمه نصف غرفة عادية، لديها حمام خارج الغرفة من دون سقف ولا باب تستعمله أيضاً كمطبخ، أما باب المنزل فهو عبارة عن كرتون قامت بتلوينه، ولا يوجد بلاط في الغرف، وعرفنا أنها تعيش وحيدة وتعمل في الخدمة بالمنازل لدى أمرأة مسنة، وبدأنا العمل معها من خلال طلاء المنزل، لكنها طلبت منا عدم متابعة العمل أكثر من ذلك لأنها تريد ترك المنزل لأن المنطقة التي تعيش فيها تم شراء منازلها وسيتم تشييد مباني مكانها، فهنا كان شعورها معنا بأنها لا تريد اضاعة جهودنا سدى·

وختمت رستم بالقول: سنسعى بعد تنمية القدرات الثقافية للعائلات البحث لهن عن فرص عمل يتوافق مع قدراتهن وخبرتهن، وخصوصاً إن كان عملاً بدوام جزئي أو الإستفادة من انتاجهن لعرضه في سوق أسبوعي، وبالتالي تأمين المدخول لهذه العائلات، ونحن نتعاون مع العديد من الجمعيات لتأمين احتياجات هذه الأسر، ولكن عملنا الأساسي هو جعل المنزل ملائماً للعيش الكريم·

زواج مبكر { لما مصري، أكدت <أننا نبحث عن المنازل التي تحتاج الى التأهيل، علماً أن العديد من الجمعيات تعطينا معلومات عن بعض العائلات المحتاجة، ولكننا نتفاجأ أن واقعها الإجتماعي جيد، فهي تملك كافة المقتنيات التي تؤمن لها حياة كريمة، لكن هناك عائلات لا يستطيع الإنسان الوصول إليها إلا بالترقب والسؤال أهل المنطقة عنها، فنحن لا نريد مساعدة الناس الذي يحتاجون الى اجراء بعض الإصلاحات لمنازلهم، لكن نبحث عن العائلات، وخصوصاً المرأة التي تملك قدرات الصبر ولديها ثقة بنفسها وسعيدة بما حققته من نجاح في استمرار عائلتها، ولكنها تحتاج الى مساعدة حقيقية للإنطلاق ولا تسعى الى المساعدة فحسب>·

وقالت: نبحث مدى حاجة الناس سواء كانت مادية أو عينية، ونعتمد كثيراً على أهالي المنطقة الذين يعرفون واقع هؤلاء الناس، ونريد التأكد من أن هذه العائلات تملك منزلاً، وبالتالي فإن عملية الإصلاح سوف تعود عليهم وليس على مالك المنزل إن كانوا مستأجرين، وطبعاً هذه المنازل هي قديمة توارثوها جيلاً بعد جيل، وبحاجة الى تدخلنا، ورأينا ذلك عند عائلات في منطقة ساقية الجنزير في قلب العاصمة·

وأضافت: لا زلت أذكر أننا طرقنا باب منزل، ففتحت الباب صبية صغيرة محجبة وهي حامل، فسألتها عن والدتها، فقالت أنها لا تأتي الى هنا وهذا منزلي وعمري 16 عاماً وأنا متزوجة، نعم كان واقعها تعيساً جداً، فهي تسكن في منزل متواضع مع زوجها، من هنا يأتي تدخلنا، كما أننا اخترنا العاملين في ترميم المنزل من أهل المنطقة، فبحثنا عن الدهان والعامل في البلاط من أبناء نفس الحي، كي يستفيد أبناء المنطقة من هذه الخدمة، وطبعاً تحت اشراف متخصصين في هذا المجال، فيشعر الجميع أنهم جزء من هذا التطور بهدف تنمية الشعور والتعاطف فيما بين الجيران·

وختمت مصري بالقول: نحن لا يقتصر عملنا على الشق الترميمي بل متابعة حالتهم النفسية والسلوكية، وبناء علاقات جيدة معهم كي نصبح أسرة واحدة، وكذلك رؤية مدى حفاظهم على ما تم انجازه، لأنهم عائلات يحتاجون الى المساعدة، ولكن لديهم القدرات على الحفاظ على ما تم تقديمه اليهم، ونأمل من الناس أن تنظر الى الآخرين، فهناك من هم أشد حاجة يجب ايلائهم الإهتمام الكافي، وهناك شعور وتعاطف من قبل الذين نعمل معهم، ونحن نعمل مع الجميع من مختلف المناطق حسب حاجتهم، لأن عملنا خيري يعتمد على تقديم الخدمة المستدامة لتنمية واقع هذه العائلات·

سامر زعيتر SZ@janobiyat.com

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا