×

الجميزة بلا تدخين لليلة واحدة: أسمع صوتك.. وأرى وجهك!

التصنيف: المرأة

2009-10-30  05:15 ص  1290

 

جهينة خالدية

دوائر الدخان الصغيرة التي تتجمع أمام الكثير من مقاهي الجميزة ومطاعمها، تتكاثر لتصنع الغيوم على امتداد الشارع. المدخنون كثر، لكنهم محجوزون خارج سهراتهم لليلة واحدة فقط. فتجدهم يصطفون على طول الشارع، وقد غادروا مقاعدهم داخل الحانات لينفثوا سجائرهم سريعاً في الخارج، بعدما منعوا من التدخين في الداخل. الليلة: «التدخين ممنوع» في نحو أربعين حانة ومطعم تعهدت بالالتزام بنشاط أندية «روتار آكت».. أو لنقل حاولوا الالتزام.
يشي ازدحام الرصيف على جانبي الطريق بشيء من نجاح هذا النشاط، فالسهرات انتقلت بالأمس إلى الهواء الطلق، لتكتمل مع سيجارة لا يمضي ليل الجميزة من دونها. أما في الداخل فتكومت منافض السجائر عند زوايا الطاولات والمشارب، ولم تفز بإذن الانتشار أمام الزبائن.
إن وقف المرء في الخارج يتأمل عبر الزجاج أجواء الداخل، يرى الكثير، ويراه بوضوح.. على غير عادة. يرى المرتادين يلتفون في حلقات حول طاولة مستديرة. يراقب الضحكات ويلاحق مصدرها، ويتأمل لقاءات الحب تُصنع في زاوية هنا، وأخرى هناك.
في سواها من الليالي، كانت العتمة تتحالف مع الدخان لستر الجلسات والدردشات. أما اليوم فالوجوه داخل الحانات بانت، وكأن عباءات الدخان قد نزعت عنها.
لم يكشف غياب الدخان الحب فحسب، لكنه كشف المذاق أيضاً. فطال التغيير بالنسبة للبعض نكهة أطباقهم! هذا رولان يردد: «اليوم البلا plat) له طعم فعلي».
في مقهى لا يزيد حجمه عن أمتار قليلة، تجلس فتاة عاقدة حاجبيها. ترفع كفها إلى مستواهما، كأنها «تصدّ» نوراً ساطعاً يواجهها. تخاطب شاباً وسيماً، يلاعب بأصابعه سيجارة غير مشتعلة. الفتاة، واسمها يمنى، تقول: «هيدا إنت؟ ما بصدق إني سامعة صوتك وشايفتك بالوقت نفسه، يا حياتي جمالو أنا!». الشاب (علي)، يتحمّل دلال الحبيبة وغنجها، إذ تعيش الليلة «نعيمها»، فقد انتصرت على السيجارة.. ورأته من دونها.
في هذه الليلة، تجمع نسرين خصلات شعرها وتقربها من أنف صديق يجلس قريباً منها ويتناول «السوشي» برفقتها: «شمّها.. شمّها.. خيّ! ريحة البالموليف». هي تعجز عن إخفاء فرحتها بعدم تحوّل رائحة شعرها إلى رائحة منفضة سجائر.
ليلة الأول من أمس شهدت التجربة الثانية للأمسية الخالية من الدخان. فمنذ ثمانية أشهر، تمت تجربة أولى، نظمتها أندية «روتار آكت»، «في محاولة للفت نظر المسؤولين إلى ضرورة إقرار تشريعات تحفظ حقوق غير المدخنين في الأماكن العامة»، بحسب أمين سرها نادر حولا.
لكن لماذا الانطلاق في المحاولة من أمكنة السهر، التي من «الطبيعي» أن تكون نسب المدخنين فيها مرتفعة، بينما قد يكون من الأفيد الانطلاق من الجامعات أو المؤسسات مثلاً؟ يجيب حولا: «الانطلاق من الجامعات أو المؤسسات يحتاج إلى دعم عام وجهد أكبر من قدرة مجموعة نوادي.؟ أضف إلى ذلك أن الانطلاق من أماكن السهر والجميزة تحديداً يلفت نظر الإعلام أكثر، ومن المفترض أن يلقى صدى أوسع، لأن الجميع يدركون عدد المدخنين هنا!».
شكّل حولا، برفقة أكثر من عشرين ناشطاً من الأندية، «شرطة ظبط» جالت ليل الأول من أمس على المقاهي المشاركة في النشاط، راقبوا التزامها، سجلوا بعض الخروقات، وتلقوا الثناء والتشجيع من الكثيرين.
في المقلب الآخر، استهجنت فئة أكبر عدداً الفكرة، حتى ولو كانت لليلة واحدة. هؤلاء رضخوا لقرار منع التدخين في الحانة التي اختاروها، لدقائق قليلة. في الدقائق التالية لرضوخهم، استنجدوا بالشارع، وخرجوا إليه ليتنشقوا الهواء الملوث بدخان الهاربين الكثر.. والخطوة الأخيرة كانت بالانتقال إلى حانة مخالفة تماما ومعارضة لهذا النشاط. هناك، تنفسوا الصعداء!

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا