×

أنفلونزا النهار تتنقّل بين المؤسسات الإعلامية

التصنيف: إقتصاد

2009-10-01  05:36 ص  1349

 

 

بعد مفاجأة صرف جريدة «النهار» لأكثر من ستين موظّفاً، ها هي المحطة المرئية MTV تحذو حذوها وتتخلّى عن عدد مشابه من موظفيها وموظفي «استوديو فيزيون»، في ظلّ أنباء تتردّد عن وصول الدور إلى وسائل إعلامية أخرى.
ليال حداد
يبدو أن موجة صرف الموظّفين جماعياً من المحطات اللبنانية لن تنتهي سريعاً. بعد البلبلة التي أثارتها جريدة «النهار» بصرفها لأكثر من ستّين موظّفاً، بينهم محرّرون وإداريون مخضرمون، ها هي العدوى تنتقل إلى Mtv، في وقت سرت فيه شائعات قوية عن أن الدور سيصل قريباً إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال (lbc) و«المستقبل» و«قناة الجديد» والشبكة الوطنية المستقلة (nbn).
الحديث عن التسريح الجماعي للموظّفين بدأ يسري في أروقة «المستقبل» قبل الانتخابات النيابية. وشرعت الإدارة تنفيذ القرار بعد السابع من حزيران، تاريخ الانتخابات. ويتردّد أن طريقة صرف عشرين موظفاً جرت بصمت، إذ استدعي الموظفون كل على حدة، كذلك فإنّ عملية الاستغناء عن خدماتهم جرت على فترات متباعدة نسبياً. وعصراً للمصاريف، يبدو أنّ القناة ستعمد إلى دمج مجموعة من برامجها ـــــ وخصوصاً الثقافية والمنوعات ـــــ في برنامج واحد. وبالتالي، ستتمكّن من الاستغناء عن مجموعة تقنيين ومصوّرين. ورغم ذلك، نفت مديرة البرامج في المحطة ديانا مقلّد في اتصال مع «الأخبار» أن يكون ذلك صحيحاً، «لكن إن حصلت بعض الاستقالات أو الإقالات الفردية، فإن ذلك لا يمكن تشبيهه بما يحصل في باقي المؤسسات».
LBC: دراسة إعادة الهيكلة
أمّا «المؤسسة اللبنانية للإرسال» فيبدو أن رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر قرر وضعها تحت الدراسة، وهو كلف مؤسسات استشارية دولية عدة إعداد دراسات تفصيلية تحت عنوان «إعادة الهيكلة» وتتولى زوجته رندة الضاهر، المعروفة بدورها الفاعل داخل المؤسسة، الإشراف على خطوات في هذا الإطار، وذلك استعداداً لخطوات تنفيذية في المرحلة المقبلة.
وكان اللافت إعلان «مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية ـــــ سكايز» في بيانٍ أصدره أمس، «إمكان تسريح مئة موظّف من المحطة»، علماً بأن مشكلة المؤسسة اللبنانية مختلفة لناحية أنّ عمليات الصرف التي حصلت أخيراً اقتصرت على المجموعة التي تتولى أمن المؤسسة، وقد استُغني عن خدمات نحو 25 من عناصر الأمن، وذلك لأسباب عدة، بينها أن الضاهر قرر منذ فترة التخلي عن خدمات معظم العناصر الأمنيين، بعدما تبين أن ولاءهم يعود إلى «القوات اللبنانية»، لا إلى إدارة المؤسسة. لكن أي عمليات صرف داخل الإدارة وفريقي البرامج والأخبار لم تحصل، وتبين أن خروج عدد من المصورين والتقنيين من المؤسسة أخيراً يعود إلى تلقيهم عروض عمل في السعودية برواتب توازي 3 أضعاف ما يتقاضونه في المؤسسة اللبنانية.
لكن الأزمة المالية يمكن أن يكون لها تأثيرها الكبير في هذه المؤسسة، بعدما انفصلت المحطة الفضائية إدارياً ومالياً عن المحطة الأرضية، حيث تدور معركة سياسية ـــــ إدارية على المحطة الأرضية بين الضاهر وقائد «القوات» سمير جعجع، لها انعكاسات على طريقة إدارة الملف التجاري والإعلاني من أنطوان الشويري الذي يتهمه الضاهر بأنه طرف في الخلاف لمصلحة جعجع. وهو أبعده عن المحطة الفضائية.
MTV : الوظيفة والدور
وإن كان الحديث عن الوضع المالي لوسائل الإعلام المرئية لم يتأكّد بعد، فإنّ ما جرى في «استوديو فيزيون»، وMTV المحطة العائدة إلى البثّ قبل ثلاثة أشهر فقط، بات يقيناً. إذ غادر ما يقارب ستين موظّفاً مقرّ عملهم في منطقة النقاش، من دون أي إنذار مسبق. وفيما كان طبيعياً أن تُجري كل مؤسسة إعلامية عملية «فلترة» لموظّفيها بعد أشهر من انطلاقها، كانت المفاجأة في عدد المصروفين، الكبير نسبياً.
«LBC» كلفت شركة دراسات إعادة هيكلة المحطة وفريقها

ويجري الحديث بين الموظّفين المصروفين عن أنّ سبب الاستغناء عن خدماتهم ليس مالياً فحسب، بل سياسي أيضاً. ويقول بعضهم إنّ لوناً سياسياً واضحاً، وطائفياً أيضاً، بدأ يخيّم على المحطّة، علماً بأنّ قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع يعقد اجتماعات دورية مع أحد كبار الإعلاميين في MTV ، كما أكّد مصدر مقرّب من المحطة، إضافة إلى أنّ المسؤولة الإعلامية في معراب أنطوانيت جعجع، هي زائرة دائمة للقناة. هذا، ويؤكّد المصدر نفسه أنّ ضغوطاً تمارس على أحد إعلاميي المحطة حالياً، بسبب استقباله لعدد كبير من قادة المعارضة وسياسيّيها.
يُذكر أن الموظفين المطرودين يستشيرون حالياً مجموعة من المحامين، بهدف مقاضاة محطة MTV بتهمة الصرف التعسّفي، وخصوصاً أنّ مدير قسم الأخبار غيّاث يزبك، أعلن عند مقابلته الموظّفين أنّ سبب صرفهم هو الضائقة المالية، غير أنه عاد وقال أمس على شاشة «أخبار المستقبل» إنّ هؤلاء الموظفين غير أكفاء.
إلا أن الواضح أن أزمة هذه المحطة ترتبط أساسا بالدور الذي افتُرض لها عشية إعادة إطلاقها، حيث عملت جهات لبنانية وسعودية على توفير تمويل له بعده المتصل بالانتخابات النيابية الماضية، وعلى خلفية أن هذه المحطة ستوفّر الحملة الإعلانية لقوى 14 آذار المسيحية التي خسرت محطة «lbc» ولم يكن ينفعها تلفزيون «المستقبل». ويومها ضُخّت كمية من الأموال في المحطة المستأنفة البثّ، لكنّ هذا التمويل لم يكن كافياً. كذلك تبين لإدارتها أن عدداً كبيراً من الذين وُظفوا ليسوا على المستوى المطلوب، لأن نتائج دراسات الاستماع لم تعط هذه المحطة أي مكانة جدية في سوق التنافس القائم. فلا هي أخذت من جمهور المؤسسة اللبنانية للإرسال ولم تُفد في الحد من نفوذ وتأثير قناة «أو تي في».
وقد ترافقت أزمة الوظيفة السياسية لهذه المحطة مع تراجع عائدات الإنتاج التي كانت كبيرة في وقت سابق، بعدما تعطلت مجموعة من الاتفاقات التي كانت معقودة سابقاً. وبينها ما كان قائماً مع شركة روتانا التي تراجعت عن عقود كثيرة بسبب قرار الحد من النفقات إثر الأزمة المالية العالمية التي أثرت على رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال.



الأزمة المالية

الأزمة المالية التي ضربت «سوق» الإعلام في لبنان انتقلت عدواها أيضاً إلى الإعلام الالكتروني، إذ أكد مصدر مطلع على أوضاع الموقع الإلكتروني «Now Lebanon» أن إدارة الموقع لم تتمكن من تأمين المبلغ المالي الكافي لتسديد رواتب العاملين في الموقع عن الشهر الفائت، إلى أن توصلت إلى دفع «رواتب الموظفين وتأجيل دفع رواتب المديرين». وأعاد المصدر المشكلة إلى أن تمويله «يعتمد بنسبة كبيرة على ما يوفره مالك الموقع إيلي خوري صاحب شركة كوانتوم» للإعلانات (تنظم الحملات الإعلانية لقوى 14 آذار).
وأشار المصدر إلى أن الأزمة المالية العالمية دفعت المموّلين إلى خفض المساهمة. وفي هذه الحالة، أخذ خوري الأمور المالية على عاتقه. وقبل نحو 7 أشهر، ألغت إدارة الموقع، وبالتحديد النائب عقاب صقر الذي يؤكد أنه قطع صلاته بالموقع منذ بدء حملته الانتخابية، نظام الوظائف التحريرية، واستبدلتها بنظام الاستكتاب الذي شمل أيضاً كتّاب «الصف الأول»، الذين «انزعج عدد منهم متهماً صقر باتخاذ قرارات على خلفية طائفية ومذهبية». وقد قُلص عدد المواضيع التي سيقدمها كل كاتب شهرياً، لأسباب مالية ومهنية، باستثناء الزميل عماد موسى.



لا جــديد فـي «قنــاة الجــديد»

نفى مصدر مأذون له في إدارة قناة الجديد ما أُشيع عن نية المحطة العمل على صرف عدد من العاملين فيها، في إطار ضغط النفقات. وقال مدير شؤون الموظفين في المحطة إبراهيم الحلبي لـ«الأخبار» إنه يستغرب هذه الشائعات»، قائلاً إن المحطة قد تحتاج إلى موظفين جدد لتغطية مجموعة من المشاريع داخل لبنان وخارجه، مستغرباً أن تكون موجة صرف الموظّفين بحجة الأزمة المالية قد بدأت الآن، «بعد مرور عام كامل عليها». ويرى الحلبي أنّ المؤسسات الإعلامية التي صرفت موظّفيها تملك ربما أسباباً أخرى، لا تتعلّق بالأزمة المالية العالمية.
وكانت مصادر في مؤسسة إعلامية منافسة قد بررت إجراءات الصرف لديها بأنه أمر عادي يحصل في جميع المؤسسات. وأشاعت أمام مصروفين أن قناة الجديد ستبادر إلى خطوة في هذا الاتجاه خلال وقت قصير.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا