×

عبوة تزن 400 غرام انفجرت أسفل سيارة زوجته القيادي في «حماس» «أبو حمزة» ينجو من محاولة اغتيال في صيدا

التصنيف: أقلام

2018-01-15  12:01 م  465

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

صيدا - رأفت نعيم

ساعات عصيبة عاشتها مدينة صيدا وهي تتابع لحظة بلحظة تطورات جريمة التفجير التي أدخلت المدينة من جديد في دائرة الحدث الأمني الذي كان يُطل عادة من مخيم عين الحلوة تحت عنوان فلسطيني أو إقليمي. وأمس بقي العنوان فلسطينياً لكن الحدث أطل هذه المرة من قلب المدينة مستهدفاً قيادياً في حركة «حماس» ومخترقاً هدوء المدينة ومصيباً في الصميم أمنها والحركة الناشطة التي كانت تشهدها في عطلة نهاية الأسبوع.

فقرابة الساعة الثانية عشرة ظهراً، سمع صوت دوي انفجار قوي في صيدا هز المدينة وترددت أصداؤه في محيطها. وعلى الأثر شوهدت سحب من الدخان تتصاعد من منطقة البستان الكبير الواقعة بمحاذاة الأوتوستراد الشرقي القريب من وسط المدينة، قبل أن يتبين أن مصدر الانفجار سيارة مفخخة انفجرت في مرأب مبنى «أبو سيدو» السكني، لحظة توجه الفلسطيني محمد عمر حمدان («ابو حمزة»)، وهو أستاذ في التعليم الخاص وينتمي لحركة «حماس» ومقيم في الطبقة الثانية من المبنى، لفتح باب السيارة ما أدى لإصابته إصابة بالغة في ساقه اليمنى نقل على أثرها الى مركز لبيب الطبي. وأدى الانفجار الى احتراق السيارة بالكامل وتناثر بعض أجزائها في أرجاء المرأب وتحطم زجاج بعض شقق المبنى.

وتوجهت إلى المكان على الفور فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني وفوج إطفاء بلدية صيدا وفرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني، وتم إخماد الحريق المندلع في السيارة والتحقق من عدم وجود إصابات أخرى، فيما ضربت وحدات من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول المكان بمؤازرة من مختلف الأجهزة الأمنية.

هالة أمنية تحيط بحمدان

من هو محمد حمدان الذي استهدفه التفجير في مجلة البستان الكبير في صيدا؟ اسمه محمد عمر حمدان، وشهرته «أبو حمزة». من مواليد 1984 فلسطيني. رقم الملف 287 ورقم البيان 6689 متأهل من الأردنية دعاء زكي عبد الله عرعراوي، عمل سابقاً في مجال التعليم الخاص، وعرف عنه أنه كثير التنقل والسفر، وأفيد أنه كان مؤخراً خارج لبنان.

حتى جيرانه المقربون لم يكونوا يعرفون كثيراً عن جارهم الذي انتقل للسكن في المبنى قبل عام، أكثر من اسمه وأنه يعمل استاذاً وينتمي لحركة حماس.

تشير المصادر إلى أن ندرة المعلومات عن القيادي في حمدان تعود لكونه ليس في واجهة العمل السياسي والشعبي للحركة في لبنان، ولكونه وبحدود ما توافر من معلومات عنه، أنه رجل أمني بامتياز وينحصر عمله ضمن الدائرة الأمنية الضيقة للحركة، ما يجعله يعتمد الحذر في حركته وتنقلاته. وقد يكون ذلك بحسب هذه المصادر أحد الأسباب التي جعلته ينجو من المتفجرة.

ويضاف إلى هذه الهالة الأمنية التي ارتسمت حول شخصية الرجل، أنه مقرب من بعض مسؤولي الحركة البارزين في لبنان، وبالتالي وبحكم تواصله معهم، يتسم عمله نوعاً ما بالسرية التي تفرضها خصوصية الأمن الشخصي لهؤلاء المسؤولين، خصوصاً أن قياديين بارزين في حماس سبق واستهدفوا من قبل العدو الإسرائيلي في أكثر من بلد.

وقام فريق من خبراء المتفجرات في فوج الهندسة في الجيش اللبناني وخبير متفجرات من قوى الأمن الداخلي وعناصر الأدلة الجنائية بعملية مسح لمنطقة الانفجار للتحقق من خلوها من أية مواد متفجرة، بعدما تم إبعاد المواطنين المتجمهرين في المكان عن دائرة الطوق، ثم تولى المحققون من قبل القضاء العسكري الكشف على السيارة المستهدفة وهي من نوع BMW325 IA بيضاء اللون، تحمل الرقم 580090 /ب ومسجلة بإسم دعاء زكي عبد الله عرعراوي وهي زوجة القيادي المستهدف محمد عمر حمدان، وأخذ عينات من بعض أجزائها المتناثرة لفحصها ومعرفة طبيعة وحجم وزنة المتفجرة، حيث تبين أن العبوة تزن حوالى 400 غرام من مادة الـ«تي ان تي» وأنها كانت مثبتة في أسفل السيارة تحت السائق مباشرة وأن قوة عصفها كانت موجهة إلى الأعلى وفُجرت بجهاز تحكم عن بعد، أي لاسلكياً.

في هذا الوقت كان فريق من المحققين من مخابرات الجيش يتوجه إلى المستشفى لأخذ إفادة القيادي حمدان والذي بحسب مصادر أمنية أعطى في البداية أكثر من رواية للحظات الأخيرة قبل وقوع الانفجار، والسبب وفق هذه المصادر هو تردد حركة حماس في الإعلان عن تبني حمدان ككادر تنظيمي في الحركة لدواعٍ قد تكون مرتبطة بوضعه الخاص أو بحركة مسؤولين آخرين في حماس كانوا ربما متواجدين في المنطقة، وتخوفاً من استهداف أكبر يطال الحركة، وهو الأمر الذي فسر حال الإرباك الذي اتسمت به بيانات الحركة تباعاً بين تريث ثم نفي ثم تبني، خصوصاً بعدما تردد عن أنه شقيق مسؤول العلاقات الدولية في حماس اسامة حمدان أو أنه سائقه حيناً، وحيناً آخر عن أن محمد حمدان كان متجهاً ليقل أو يزور مسؤولاً بارزاً في حماس في صيدا.

متفجرة البستان الكبير في صيدا أعادت إلى الأذهان الانفجار الذي استهدف وعلى مقربة من المكان نفسه أي في حي البراد المحاذي، الأخوين نضال ومحمود المجذوب، المسؤولين الأمنيين في حركة الجهاد الإسلامي اللذين اغتالتهما إسرائيل في العام 2006.

وتفقد مكان الانفجار في البستان الكبير رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة ورئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب وعدد من القادة الأمنيين والعسكريين الذين واكبوا عملية المسح والكشف على السيارة.

الجيش

وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان أمس أعلنت فيه أنه: «حوالى الساعة 12:00، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة نوع BMW فضية اللون في محلة البستان الكبير- صيدا، ما أدى إلى إصابة صاحبها الفلسطيني محمد حمدان. وقد فرضت قوى الجيش المُنتشرة في المنطقة طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الإنفجار لتحديد حجمه وطبيعته».

وفي بيان ثانٍ أنه وبعد كشف الخبير العسكري على موقع الإنفجار، «تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة زنتها حوالى 500 غرام من المواد المتفجرة، وبداخلها كمية من الكرات الحديدية».


أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا