×

متحف صيدا الأثري : حكاية مدينة مُتوغّلة في التاريخ.. مع الأزمنة والعصور

التصنيف: ثقافة

2015-06-29  10:04 ص  1370

 

صيدا ـ محمود زيات الديار

لان صيدا، مدينة تاريخية غنية بمعالمها الاثرية، ولانها المدينة التي قامت على توأمها في بطن ارضها التي احتضنت آثارا عن الازمنة والعصور العتيقة، فان متحفا فيها يروي حكاية مدينة موغلة في التاريخ، وتتنفس الحياة من مدى بحر مفتوح الآفاق، سيسهم في نشر الوعي الانساني في فهم الحضارات المتعاقبة على المدينة، من خلال مقتنياتهم ونواويسهم وعاداتهم وقلاعهم وسلاحهم وغذائهم.. هو متحف صيدا الموعود، الذي يُشيّد داخل احد اهم المواقع الاثرية، «موقع الفرير» الذي انتُشلت من ارضه 1400 قطعة اثرية توثّق للحقبات التاريخية التي مرّت على عاصمة الجنوب.
في موقع «ألفرير» عند الطرف الجنوبي لصيدا القديمة، حيث تتواصل اعمال التنقيب عن الاثار، في ورشة تقوم بها بعثة المتحف البريطاني بدأت قبل 18 عاما، بدأ مبنى متحف الاثار في المدينة يتكون، وسط مجمع اثري هام في لبنان، خرجت من ارضه كنوزا تحكي التاريخ القديم، ويحمل متحف صيدا، وفق ما تضمنه المشروع، الكثير من الميزات، تجعله من اهم المتاحف، ومنها هذه الميزات، انه يُشيّد داخل الموقع الاثري، وهذا يقرّب المسافة بين الزائر والمعروضات الاثرية.
وتقول رئيسة بعثة المتحف البريطاني المشرفة على اعمال التنقيب الدكتورة كلود ضومط سرحال لـ «ألديار»، ان المتحف الذي يتم تشييده في موقع الفرير الاثري، سيكون من اهم متاحف الاثار في منطقة الشرق الاوسط، وما يميزه، انه متحف يقام في الارض التي انتشلت منها مجموعة كبيرة من اهم المكتشفات الاثرية والتاريخية، وسيتم الابقاء على موقعها داخل المتحف، وسيكون متاحا للزائر ان يشاهد مكتشفات اثرية من معظم العصور القديمة، خلال دقائق معدودة.
وتشير الى ان المتحف سيضم 1400 قطعة اثرية، عُثر عليها داخل الموقع على مدى ثمانية عشر عاما، وتعتبر من اهم المكتشفات الاثرية عثر عليها في موقع الفرير في صيدا، وهي توثق لتسلسل تاريخي للعصور القديمة، تسلسل ينطلق من آخر الـ 4000 قبل الميلاد وينتهي بالعصر الاسلامي، وخلال جولة قصيرة تمتد لدقائق معدودة، وهذه السهولة في تعريف الزائر عن قيمة ما سيضمه من مكتشفات اثرية هامة، والبساطة التي تمكنه من معاينة مكتشفات اثرية تحكي الازمنة القديمة الممتدة لخمسة ألاف عام. والمتحف الذي يقع في موقع يُعتبر أحد أهم مشاريع التنقيب عن الاثار في لبنان، سيكون الشاهد على أهمية الإرث الثقافي والتاريخي للبنان، ولعل من حق هذه المدينة ان تحفظ ارثها التاريخي والاجتماعي، الممتد الى الحقبات التاريخية التي تتحدث عنها الارض.
ورش التنقيب عن الاثار، تكاد تكون منتشرة في غير موقع تاريخي في صيدا، وقد عثر قبل ايام على مجموعة من الهياكل العظمية البشرية داخل مدفنين، رجح احد خبراء الآثار ان يكونا من الحقبة الرومانية، وسور روماني، اضافة الى مجموعة من الفخاريات والعملات القديمة، وقد اوقفت مديرية الاثار العمل في ارض الموقع، حيث كان من المقرر ان يتم تشييد بناء سكني عليه، تمهيدا للمباشرة في اعمال التنقيب التي سيتولاها فريق من المديرية، والبت بمصير مشروع المبنى، بالاستناد الى قيمة المكتشفات واهميتها التاريخية.
آخر مكتشفات اثرية تم التنقيب عنها في موقع «ألفرير» في صيدا، معبد يعود الى 1300 قبل الميلاد، وفي روايات عن المعبد، فان سكان صيدا القدماء كانوا يعبدون الهتهم في غرفة قداس الاقداس داخل المعبد المكتشف الذي يعود الى العصر البرونزي. ووُصف المعبد بالاكتشاف المهم جدا، لانه كان مخصصا لفئة مميزة من المجتمع القديم، ومحجوبا عن عامة الناس وبُني في عمق الارض لحمايته، واقيمت فوقه غرف يعود تاريخها الى العصر الفارسي.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا