×

ش حمود الفتنة اشد من القتل

التصنيف: سياسة

2015-10-02  06:29 م  316

 

لا نزال نخشى من أن تتحول كارثة (مشعر منى) إلى فتنة مذهبية، سنية شيعية، بسبب المواقف المتشنجة والأوهام التي تفترضها جهة من هنا وجهة من هناك، وخطيب من هنا وخطيب من هنالك، خاصة وان الأمر تفاقم بعد "الكارثة الأولى" التي حصلت أول أيام العيد، كارثة التدافع واستشهاد أكثر من ألف من الحجاج، أما الكارثة الثانية فكانت "اختفاء" أو إخفاء جثامين الشهداء حيث قلنا أكثر من مرة أن الجثة يمكن أن تختفي بانفجار كبير أو بحريق شديد، أما بالتدافع فأين تختفي الجثث، ولماذا هذا الموقف الملتبس من الموضوع وبعد مرور تسعة أيام لم يعلن شيء ولم تكشف أسرار هذه الكارثة؟.

نحمد الله أن الأمر ذهب إلى الأفضل بتسليم الجثامين، ولكن لا تزال هنالك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة شافية وسريعة.

إن جسد الأمة الإسلامية اليوم يشبه المريض الذي في العناية الفائقة: لا يتحمل الطعام الجيد والمغذي والمفيد، ولا ينفعه إلا سائل المصل مثلا، نحن اليوم كهذا الجسد المريض، الاقتراحات الكبرى والمفيدة كإنشاء لجنة عالمية تشرف على مناسك الحج، لجنة مؤلفة من كافة الدول الإسلامية وخاصة التي ترسل أعدادا كبيرة من الحجاج، اقتراح ضروري ومفيد، ولكن هل يتحمله هذا الجسد المريض، هذا الجسد الذي فيه أناس يزعمون أن الإيرانيين تسببوا بهذه الكارثة بسبب مظاهرة مزعومة كانوا يقومون بها، أو أصوات من الجهة الأخرى تتحدث عن قتل عمد تسبب في هذا العدد من الحجيج الشهداء... أو من يريد أن يفتح تاريخ الخصومة السعودية منذ حركة ابن عبد الوهاب إلى اليوم، أو من يدعي من جهة أخرى أن غير أهل السنة يجب أن يمنعوا من أداء مناسك الحج وغير ذلك من الترهات المتبادلة مع الاختلاف في حجم التخلف وكميته.

 

المعايير المزدوجة:

ندين الأميركي والغربي بشكل عام عندما يعتمد معايير مزدوجة في قضية فلسطين والإرهاب وما إلى ذلك، ولكن كثيرا من القوى والشخصيات الإسلامية والعربية تعتمد المعايير المزدوجة بنفس الطريقة الملتوية، وهكذا فان متشددا من هنا يدين استعانة الشيعة في العراق بالأميركي وينسب ذلك إلى مذهبهم المنحرف وباطنيتهم المخيفة، ثم تقوم نفس الجهة باعتماد فتوى مزعومة بجواز الاستعانة بالأميركي لإخراج صدام من الكويت (مثلا) !!!.

ويتحدثون عن خطورة أميركا ثم يعتمدونها للوصول إلى الحكم هنا وهنالك، أما في سوريا فيأتون بالسلاح والدعم الأميركي دون أي حرج، ولكن عندما نضجت الأمور وجاءت القوات الروسية لضرب التكفيريين ارتفعت أصوات تقول لا يجوز الاستعانة بالكافر، وهي نفس الجهة التي استعانت بالأميركي.

هذا الذي انزل اللعنة على بني إسرائيل: يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، أو يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ثم بعد ذلك يطلبون النصر والفرج من الله وهم يعتمدون المعايير الجاهلية في موقفهم من الآخرين... من أين يأتي النصر ومن أين يأتي التمكين والفرج؟... لا حول ولا قوة إلا بالله.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا