×

«فتح» أكدت أن ليس أمام بلال بدر إلا تسليم نفسه

التصنيف: أقلام

2017-04-09  10:14 ص  365

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

رأفت نعيم

تتجه الأنظار خلال الساعات المقبلة الى ما سيؤول اليه الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وما ستحمله التطورات الميدانية من دفع لهذا الوضع نحو أحد مسارين: إما إنهاء الحالة المسماة «حالة بلال بدر ومجموعته» لتكون – إذا نجحت بأقل خسائر ممكنة على المخيم وعلى الجوار اللبناني- سابقة أولى تفتح الباب أمام إنهاء أو معالجة حالات مشابهة تُشكل عبئاً أمنياً على المخيم وعلى الجوار، وإما أن لا يكون الخيار العسكري قد حقق الهدف المنشود منه، وفي تلك الحالة فإن الأمور ستعود تلقائياً الى المربع الأول أي الى الحلول التي يعيش في ظلها المخيم حالة اللاحرب واللاستقرار التي يعانيها منذ سنوات، إلا إذا تحول الضغط الأمني الذي يشهده المخيم منذ عصر أمس ورقة ضغط لتحقيق هدف الخيار العسكري من دون اللجوء اليه!.

فحركة «فتح» التي اتخذت بالأمس خيارها بالحسم العسكري – كما أكد عدد من مسؤوليها العسكريين - وتوحدت بـ«متفرغيها» و«إصلاحييها» تحضيراً لهذا الحسم واستقدمت عشرات المقاتلين من مخيمات الجنوب استعداداً له، لم تقفل حتى ساعات الليل الأولى باب تقبل الخيارات البديلة الأقل كلفة على المخيم، لكن على قاعدة واحدة هي أن يسلم بلال بدر نفسه الى القوة المشتركة وتنفيذ نقاط عدة بدت بمثابة سقف لأي معالجة بديلة عن الحل العسكري. وهو ما أكدت عليه «فتح» – إقليم لبنان في بيانها المسائي أمس، من أن «القيادة السياسية الفلسطينية مُصرَّة على حسم هذا الموضوع، وقرَّرت أنَّه ليس أمام بلال بدر إلَّا أن يُسلِّم نفسه الى القضاء اللبناني، وإنهاء الحالة القائمة، وسيطرة القوة المشتركة على النقاط المطلوب التموضع فيها، وأخذ الإجراءات الأمنية المطلوبة لضبط الأمن، وتنفيذ البرنامج والتعهّدات التي تمَّ إقرارها بوجود قيادة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، والفصائل الفلسطينية كافة».

وترى أوساط فلسطينية مطلعة أن مؤشرات عدة لافتة تميّز اشتباكات عين الحلوة الحالية عن سابقاتها، منها أنها المرة الأولى التي تحظى فيها حركة «فتح» بإجماع فلسطيني خلف عمل أمني تقوم به ضد مجموعة مسلحة في المخيم وتحديداً ضد مجموعة بلال بدر، والمؤشر الثاني وهو أكثر دلالة، موقف «عصبة الأنصار» الداعم ضمناً لـ«فتح»، بحيث ترجمت العصبة هذا الدعم بعدم السماح لأحد بفتح جبهة الصفصاف معقل العصبة وهو ما قابلته الحركة بالمثل بإبقاء جبهة البركسات المقابلة هادئة. أما المؤشر الثالث، فهو تركز الاشتباكات على محور واحد وعدم فتح جبهات أخرى يمكن أن تشتت تركيز «فتح» ومعها القوة المشتركة على المحور الأول، ما يشير الى أن الوضع الميداني كان يتابع بدقة شديدة من قبل «فتح» والعصبة على السواء.

وعلمت «المستقبل» أن «فتح» تلقت عرضاً من قبل بعض من كانوا يشكلون نواة الشباب المسلم في المخيم نقلته اليها «عصبة الأنصار» ويقضي بأن تتسلم الأخيرة حي حطين ويوضع بلال بدر في تصرفها، مقابل أن لا تدخل بقية المجموعات المسلحة في المعركة الى جانب بدر، وأن الحركة لم تجب على هذا العرض لأنها كانت منشغلة في الميدان.

وكانت الاشتباكات بين حركة «فتح» ومجموعة بلال بدر تواصلت لليوم الثاني على التوالي موقعة المزيد من الإصابات الى جانب القتيل والجرحى الذين سقطوا في اليوم الأول. وتركزت الاشتباكات على محور جبل الحليب - حي الطيري - سوق الخضار واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وتخللتها في ساعات الفجر محاولات تقدم من قبل مقاتلي «فتح» باتجاه حي الطيري واحتلال منزل غير مأهول يعود لبدر عند حدود الحي المذكور، في وقت ترددت معلومات عن إصابته إصابة طفيفة، وأنه يتحصن في مربع أمني مع مجموعة لا يقل عديدها عن 40 مسلحاً.

صيدا تتأثر

الاشتباكات التي كانت تسببت لليوم الثاني بعمليات نزوح كثيفة داخل المخيم ومنه باتجاه صيدا وبمحاصرة عائلات فلسطينية في منازلها في بعض الأحياء التي عنفت فيها الاشتباكات، تأثرت بها مدينة صيدا بشكل كبير فانعكست حالة من الشلل في المنطقة المحيطة والقريبة من المخيم بعد بلوغ رصاص القنص والرصاص الطائش بعض الأحياء الداخلية للمدينة فأقفلت المدارس التي تقع في محيط ومواجهة المخيم، وعملت القوى الأمنية على إغلاق طريق الحسبة المحاذية له وتحويل السير الى الطريق البحرية. كما توقف العمل في الدوائر الحكومية في سراي صيدا التي سقط بعض الرصاص الطائش فيها، وتم إخلاء المرضى من مستشفى صيدا الحكومي تحسباً لتطور الوضع الأمني أكثر، في حين أعلن المكتب الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، في بيان، أنه بناء على توجيهات حاصباني «قام فريق من الوزارة بتنظيم عملية إخلاء المرضى من مستشفى صيدا الحكومي لقربه الجغرافي من مخيم عين الحلوة الذي يشهد اشتباكات مسلحة عنيفة ما يُشكل خطراً على حياة الموجودين في المستشفى. وعمد الى توزيعهم على مستشفيات المنطقة البعيدة عن مرمى النيران»، مشيراً إلى أن «الطاقم الطبي والإداري في مستشفى الحكومي ما زال يقوم بمهامه لاستقبال الحالات الطارئة». واتخذ الجيش اللبناني تدابير احترازية مشددة في محيط المخيم وعلى مداخله.

اجتماع للفصائل اليوم

الى ذلك، تكثفت الاتصالات واللقاءات من أجل تطويق التفجير الأمني في عين الحلوة، وعقد لقاء تشاوري بين أمين سر حركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات ومسؤول حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي ومسؤول حركة «حماس» في لبنان علي بركة ومسؤول القيادة العامة أبو عماد رامز، من أجل التحضير لاجتماع مركزي لجميع فصائل المنظمة والتحالف والقوى الإسلامية سيُعقد في صيدا اليوم، لتدارس الوضع في المخيم في ظل التطورات الميدانية المستجدة.

«الأونروا»

وفي سياق متصل، أعربت وكالة «الأونروا» في رسالة وجهها مديرها العام في لبنان كلوديو كوردوني عن قلقها الشديد بشأن سلامة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، داعية الى عودة الهدوء فوراً. وجاء في الرسالة: «أدت الاشتباكات الدائرة وتبادل إطلاق النار منذ يوم أمس في مخيم عين الحلوة إلى إصابة تسعة أشخاص على الأقل بينهم طفل (تلميذ في إحدى مدارس الأونروا) ومقتل شخص. كما أفادت تقارير عن حصول نزوح محدود للمدنيين داخل المخيم والى المناطق المجاورة، فيما أشارت معلومات إلى أنّ بعض المدنيين محاصرون داخل المنازل بسبب الاشتباكات الدائرة التي أدّت أيضاً إلى الحد من وصول الماء والغذاء الى بعض المناطق داخل المخيم. وتعمل الأونروا في هذه الأثناء على تحديد أعداد النازحين من أجل الاستجابة إلى النداءات الطارئة للمساعدة بالشراكة مع منظمات محلية. وتحرص الأونروا على سلامة جميع اللاجئين القاطنين داخل المخيم وعلى استمرار خدماتها من دون أي انقطاع، وتدعو الفصائل المسلحة إلى وقف أعمال العنف داخل المخيم واحترام سيادة القانون وحماية لاجئي فلسطين خصوصاً الأطفال، وتطالب الجهات المسلحة باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة السكان».
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا