القشلة, مدرسةعائشة أم المؤمنين, البرج العالي في القلعة البحري, قلعة المعز, خان الفرنج, قصر دبانة

2- قلعة المعز" القلعة البرية"

كانت تعرف هذه القلعة لدى أهالي صيدا باسم قلعة المعز نسبة إلى المعز لدين الله الفاطمي الذي حصن القلعة ورممها(1)

لكن بعض المصادر تعيد بناءها إلى لويس التاسع أثناء فترة إقامته بعكا وصيدا فيما بين 13 أيار سنة 1250 إلى 24 نيسان سنة 1254(1).

ويذكر ستنافس أن الأعمال الانشائية في تحصين جميع الأسوار والقلاع في مدينة صيدا لحمايتها من هجمات المسلمين الذين كانوا يحاولون استرجاع المدينة قد استغرقت ثمانية شهور حتى صيام 1254 أي قبل انتهاء شهرنيسان،  اي أن أعمال الترميم بدأت في شهر أيلول 1253م.  وقبل الانتهاء منها قرر لويس التاسع العودة إلى فرنسا(3).

وبما أن أعمال القديس لويس كانت ترميم الأسوار والقلاع فهذا يعني أن قلعة البر كانت قائمة في ذلك العهد،  ويؤكد رأينا ما يذكره جوانفيل أنه كان يقوم على الرابية التي أقيمت عليها قلعة البر حصن قديم من أيام المكابيين(1).

كما أن قلعة بمثل هذه الضخامة لا يمكن أن يتم بناؤها في مدة لا تتجاوز ثمانية أشهر،  أو حتى أربع سنوات والأقرب إلى الواقع هو ما رواه" كونيه" في كتابه " سوريا لبنان وفلسطين" حين يقول " ونلاحظ في قلعة البر في مدينة صيدا برج بناه القديس لويس ويحمل اسمه(2).

وهذا هو الأقرب إلى الصحة،  فالأعمال التي قام بها لويس التاسع في هذه القلعة هو بناء البرج الواضح المعالم عند مدخل القلعة الشمالي.  فنسبت المصادر الصليبية بناء هذه القلعة إليه.

نعتقد أنه كان في هذه القلعة مسجد ونستدل على ذلك من اسم مسجد القلعة البحرية،  الذي كان يعرف باسم مسجد القلعة التحتاني،  مما يدل على أن في القلعة البرية مسجداً يعرف باسم مسجد القلعة الفوقاني.

لقد كانت هذه القلعة من القلاع التي حصنها وأضاف إليها المسلمون بعض الاصلاحات والترميمات لتتمكن حاميتها من صد غزوات الروم الذين كانوا يغيرون على الساحل الشمالي الممتد من شمال سوريا حتى جنوب فلسطين.

وان كان بعض الدارسين الأوروبيين الذين درسوا القلعة دراسة علمية دقيقة،  أمثال" ري" و"كوبل" يعتقدان  أن أسس البناء من بقايا القلعة الصليبية،  ويشيران إلى أن هذه القلعة لا تحتفظ اليوم بعناصرها الصليبية القديمة- أي لا يوجد الدليل التاريخي من حيث البناء الذي يظهر ملامح العمارة الصليبية عليها – بسبب تدمير القسم الأعظم منها،  وما سببته الترميمات العديدة وأعمال  الاصلاح والتجديد التي طرأت عليها منذ أن قام الأمير علم الدين سنجر الشجاعي بتدميرها هي والقلعة البحرية في سنة 1291م(1).  واعاد ترميمها وبناءها. 

 

يتبين مما تقدم  ان الأعمال الصليبية التي اقيمت في هذه القلعة هي برج القديس لويس.  ويؤكد لنا ذلك ان المدة الزمنية التي تم فيها بناء البرج دامت ثمانية أشهر.  وهذا أقرب إلى المنطق. 

 

أما جميع الملامح الباقية من القلعة التي يعود تاريخ بنائها إلى العهود القديمة فهي اسلامية الطابع،  ولذلك عرفت باسم قلعة المعز.  وتبدو ملامحها الإسلامية في البناء المستطيل في أعلى القلعة،  وفي الابراج الدائرية التي لا تزال واضحة للناظرين.

أعاد بناء القلعة الأمير سنجر الشجاعي،  كما قام الأمير فخر الدين بتحصين القلعة وترميمها.

بيين الفرنجة والانكليز والأسبان.

ونتساءل ألم يكن لمدينة صيدا في العصور الإسلامية،  وما قبلها قلعة بحرية تحمي مدخل الميناء،  والمدينة من جهة البحر من الغزاة.  ومع اعتقادنا أن كل الشعب التي استولت على مدينة صيدا قد تركت بعض ملامحها على هذه القلعة ،  فإن غالبية كتب التاريخ المعاصرة تعيد بناء قصر البحر إلى العهد الصليبي.  مع أن البرج الضخم في هذه القلعة هو برج اسلامي،  ويؤكد ذلك ما جاء في اللوحة الرخامية التي تعلو نافذة البرج المشرفة على ساحة القلعة وجاء فيها.

 

بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا الحصن السعيد المقر الكريم العالي المولوي العادلي العالمي جلبان الظاهري انصاره على نبة الغزاة في سبيل الله تعلى سنة اثنين وخمسين وسبعماية 752هـ.  "1350م".

ويتميز هذا البرج الذي يقع في الجهة الغربية من القلعة،  أن واجهته الجنوبية المطلة على مدينة صيدا مدورة،  ومن الجهات الأخرى مستطيلاً،  وفي كل جهة من طابقه الأول تنفتح نوافذ صغيرة معقودة بعقد منكسر الرأس،  تستعمل كمنافذ لرمي السهام إلى جهة البحر(1)،  يتضح من الدراسة التاريخية لهذه القلعة أن تاريخ بنائها يعود إلى عصور قديمة جداً،  ويبدو ذلك واضحاً من اختلاف العمارة الواضح في البناء.

 

 

دليل معالم صيدا الاسلامية

د. عبد الرحمن حجازي