القشلة, مدرسةعائشة أم المؤمنين, البرج العالي في القلعة البحري, قلعة المعز, خان الفرنج, قصر دبانة

3- خان الفرنج

بناه الأمير فخر الدين وهو بناء مربع من الحجر،  تبلغ مساحته حوالي خمسة آلاف متر مربع،  يتوسطه صحن مربع الشكل أيضاً،  في وسطه حوض تحيط به الاشجار،  ويدور حول الصحن أربع محنيات كل منها يتألف من سبعة عقود منكسرة مطولة مكونة بوائك تطل على غرف وتسند ما بين العقود ركائز مستطيلة الشكل تنتهي من أعلى بمسطحات مائلة(1).

يتألف الخان من ثلاثة أقسام هي:

البيت القنصلي وله مدخلان من ناحية السوق "البزار" أحدهما يؤدي مباشرة بواسطة الدرج إلى الطابق الأول،  ومن الطابق الأول ممر مقبب يؤدي إلى الطابق الأرض،  ويتألف البيت القنصلي من غرف متنوعة.  وهو مخصص لمثل الملك الفرنسي في مقاطعات صيدا،  طرابلس،  بيروت ،  عكا.

الخان الكبير.  وهو بناء أرضي مستطيل مع ممر داخل القناطر حيث تقوم معارض التجار،  وفي الطابق العلوي من الخان،  المخازن وغرف نوم التجار والملاحين،  وكان ينزل في هذا الخان التجار الفرنجة من مختلف المذاهب من يسوعيين وعازاريين وكبوشيين وفرنسيسكانيين .

3- الخان الصغير ويقع إلى الجنوب الغربي من الخان الكبير ويتصل مباشرة بالبيت القنصلي . ولكل قسم من هذه الأقسام بئره الخاص.

كان هذا الخان مخصصاً لاقامة الفرنجية،  وهو عبارة عن قلعة محصنة،  يغلق وقت الاضطرابات.

للخان بابان كبيران.

أحدهما شمالي تعلوه قبة،  ويفضي مباشرة من الخان إلى ميناء صيدا.  وآخر جنوبي يشرف على ساحة باب السراي حيث تقوم قصور آل معن.

كانت التجارة،  في الخان مزدهرة.  حتى أن التبادل التجاري في الخان،  وصل في نهاية القرن الثامن عشر إلى مليوني فرنك فرنسي في السنة.

وفي عام 1798 على أثر وصول انباء ابحار الجنرال نابليون إلى مصر أمر أحمد باشا الجزار عامله على مدينة صيدا الضابط سليمان اخلاء خان الفرنجة واتخذ من البيت القنصلي مقراً له،  ومن الخان ثكنة عسكرية لجنوده ومأوى لهم.  وقد كان عدد جنوده أربعة آلاف رجل مهمتهم دفع الفرنسيين عن أسوار عكا.

وقد شب في الخان حريق كبير بسبب اهمال بعض الجنود الحرس،  كاد أن يدمر الخان تماماً.  وقد دمر الحريق القسم الجنوبي الغربي من الخان.

وبعد ان عقد الأمبراطور نابليون مع السلطان سليم معاهد باريس في 24 حزيران عام 1802 سمح للفرنسيين بالعودة إلى الخان،  وأرسل الأمبراطور نابليون إلى صيدا الفارس تايتبوت دومارينيه Taitbout de Marigny لترميم الخان،  إلا أن هذه الترميمات لم تجر إلا عام 1809 في عهد الفارس " ريفان" Ruffin قنصل فرنسا العام.  غير أن هذه الترميمات كانت غير تامة ورغم ذلك عاد الكثير من التجار،  الذين تركوا الخان منذ عام 1804،  لأنهم كانوا يملكون بعض الأقسام من الخان الفرنسي.

تعرض الخان لهزة أرضية عام 1837،  كما تعرض للقصف عام 1820 من قبل الأسطول الانكليزي.  وأصبح الخان،  رغم ازدهار حالته،  معرضاً للسقوط عام 1881،  فأرسلت الدولة الفرنسية في ذلك الوقت مبعوثاً لمعاينة البناء وتحديد الاصلاحات السريعة الممكن اجراؤها.

وفي عام 1891 .  وافق مجلس النواب الفرنسي على تقديم مساعدة لترميم الخان،  وقام بهمة الترميم والاصلاحات المهندس المشهور  Carre  M. O.  وأشرف على الترميم نائب القنصل الفرنسي" كارليه" Carlier وانتهت أعمال الترميم عام1893 (1).

 

من خلال متابعة الأحداث التي تعرض لها الخان يتبين لنا ما يلي:

1- لم تذكر المصادر التاريخية كيفية انتقال ملكية الخان إلى الدولة الفرنسية،  وانما تذكر هذه المصادر ان فرنسا كان لها وضع خاص نتيجة المعاهدات التي كانت قد عقدتها مع الباب العالي،  وقد عرف هذا الوضع الخاص باسم" الامتيازات".

وفي سنة 1685 " حصل سفير فرنسا في القسطنطينية لقنصل صيدا لويس لومبرور Louis Lempeureur  على تأكيد جديد لهذه الامتيازات. . .

امتياز حماية كل الرهبان الفرنج والحجاج الذين يأتون إلى الأرض القدسة،  واعيد الاعتراف بهذه الامتيازات سنة 1740 حين وقع السلطان محمود الأول معاهد مع الملك الفرنسي لويس.  الخامس عشر،  تخول هذه المعاهد في فقرتين منها الفرنسيين حماية رهبان القديس فرنسوا( الفرنسيسكان) الذين يحرسون الأماكن المقدسة وحماية رهبان اليسوعيين والكبوشيين(1).

فهذه المعاهدات وما نتج عنها من امتيازات خولت فرنسا حق الاشراف والحماية،  لكنها لم تخولها حق الملكية.

يذكر " كونية" cuinet أن بناء الخان كان عام 1590 وأن الأمير فخر الدين جعل ملكية هذا الخان والانتفاع منه للفرنسيين وحدهم(2).  في حين ان الأمير فخر الدين اتخذ من صيدا حاضرة لإمارته ومقراً له عام 1594.  ويجب أن يكون البناء قد تم في عهد الأمير فخر الدين،  وضخامة البناء تحتم أن تكون المدة التي استغرقت في بناء الخان تزيد على الخمس سنوات،  وهذا الاستنتاج يتناقض مع أقوال" كونية" كما أنه لا يذكر كيفية منح الأمير فخر الدين الخان للفرنسيين.

ان طراد أحمد باشا الجزار التجار الفرنسيين من الخان ،  وتحويله إلى ثكنة دليل على عدم ملكية فرنسا لهذا الخان.

الأقرب إلى الواقع هو أن هذا الخان كان مقراً للتجار الفرنجة،  وكان كل تاجر يحاول شراء أو استئجار مكان في الخان(1).  وكان ينزل في هذا الخان جميع التجار الأجانب من الفرنجة حتى القنصل الفرنسي،  الذي كانت الدولة العثمانية تعترف بامتيازاته.  وبني في هذا الخان كنيسة،  لأن الرهبان الفرنسيسكان وكذلك الرهبان من طائفة الكبوشيين كانوا ينزلون في الخان.

 

ونعتقد أن الدولة العثمانية لم تطالب بملكية هذا الخان،  خاصة بعد أحداث 1860،  وفضلت عدم الخوض في هذا الموضوع ارضاء لفرنسا.

تطالع الداخل إلى الخان،  لوحة رخامية كتب عليها " ملك الدولة الفرنسية" وان كنا لم نعثر على وثيقة تثبت،  أو توضح كيفية انتقال هذا الخان إلى الفرنسيين .

يقع الخان إلى الشمال الغربي من مدينة صيدا القديمة قرب مرفأ صيدا،  ولا تزال قبته التي تعلو الباب الشمالي دليل على طابعه الإسلامي،  ويستعمل الخان الآن ديراً للراهبات ،  ومدرسة تعرف باسم مدرسة معروف سعد الوطنية.

خان الرز أقيم هذا الخان في عهد الأمير فخر الدين،  ويقع هذا الخان في الطرف الشمالي من مدينة صيدا ويشرف مباشرة على الميناء،  وهو أصغر من خان الفرنج.

يقسم هذا الخان إلى قسمين:

قسم أرضي يتألف من عدة غرف كانت يستعمل اسطبلاً للخيل.

وقسم علوي ينزل فيه التجار والمسافرون

نعتقد أن هذا الخان كان مخصصاً للمسلمين الذين يفدون مدينة صيدا.

ويشغل القسم الأرضي من الخان منشرة للخشب،  ويستغل قسمه العلوي في السكن .

يمتاز هذا الخان بمدخله الجميل،  وبطابعه الإسلامي. 

 القيصرية: وهي عبارة عن قلعة صغيرة تقوم مقابل مسجد البحر من جهة الشرق،  ويقال أنها سميت بالقيصرية لأن قنصل القيصر كان يقيم فيها0(1) ونعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى عهد الأمير فخر الدين،  لأن التصميم الهندسي لمدخلها يشبه تصميم مدخل خان الرز.

يصعد إلى القيصرية بواسطة سلم حجري ،  هو عبارة عن دهليز،  وتتألف القيصرية من عدة غرف.  ومنذ مدة أجرت جمعية جامع البحر الخيرية اصلاحات على البناء من الداخل واتخذتا مقراً لها.

 

 

 

دليل معالم صيدا الاسلامية

د. عبد الرحمن حجازي