×

هذا الرجل يستحق الشكر!!

التصنيف: أقلام

2015-03-25  04:39 م  834

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

عزيزة المانع

بعض الرجال لا يكفيه أن يسيطر على أهل بيته، فيخضع كل من فيه لتنفيذ رغباته والعمل بموجب رأيه، تجده يطمع بما هو أبعد من ذلك، فيمد رأسه متطلعا إلى السيطرة على نساء العالمين ليجعلهن جميعا يسرن وفق ما يصدره لهن من التوجيهات المباركة. تقول إحدى مراسلات صحيفة الحياة، إنها لما اتصلت هاتفيا بمحقق التسويات الودية العمالية في مكتب العمل بالباحة، تسأله عن قضية موظفة تشتكي من فصلها من عملها تعسفا، رد عليها موبخا ومتهكما: «اجلسوا في بيوتكم أفضل لكم عند الله ولأهلكم، واهتموا بتربية أبنائكم واتركوا العمل في شؤون الغير واللقافة على الناس، ولا يخصكم رفع الموظفة قضية ضد الشركة التي كانت تعمل بها»!!هذا القول (إن صح نقله عن لسان ذلك المحقق) فإنه برغم كل شيء، يستحق الشكر، لأنه أفصح علنا عما يكنه ضميره حول رؤيته للمرأة ودورها في الحياة والمجتمع، هناك آلاف الرجال غيره يشاركونه الرأي، لكنهم يتزينون بقول ما هو مختلف، رغبة منهم أن يوصفوا بالمتحضرين والمتحررين!! هذا الرجل من حقه أن يعتنق كما يشاء، الفكر الذي يؤمن بصوابه، ولكن هل من حقه أن يستغل منصبه في توبيخ النساء ونهيهن عن العمل خارج بيوتهن؟! بل هل من حقه البقاء في هذه الوظيفة المكلف بها؟ هل يصلح من يحمل رأيا مثل رأيه حول عمل المرأة، أن يتولى التحقيق في قضية فحواها شكوى إمرأة ضد شركة فصلتها من عملها تعسفا؟ إن محققا يقف هذا الموقف من عمل المرأة، لا يتوقع أن تأتي نتائج تحقيقاته منصفة للمرأة، ومن الأقرب إلى الظن أن يطغى عليه ما يختزنه عقله الباطن من غضب تجاه خروج المرأة للعمل، فتعمى عيناه عن رؤية الأمور على حقيقتها؟ ما قاله هذا الرجل، لا يسيء إليه وحده كشخص، وإنما يسيء إلى الوظيفة التي يقوم بها، إذ كيف للناس بعد هذا أن يثقوا بحيادية المحقق في شكوى الموظفة وهو يحمل في داخله فكرا يفيض بالكراهية والاحتقار لعمل المرأة، ويعد خروجها للعمل تزيدا لا حاجة إليه!!أخيرا، هل هذا النهي عن (العمل في شؤون الغير واللقافة على الناس)، يقتصر على الصحفيات بحكم كونهن إناثا، أم هو نهي عام، وعلى جميع العاملين في الصحافة اتباعه إناثهم وذكورهم؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا