صيدا في عهد الأتراك, صيدا في عهد الانتداب, صيدا في عهد الاستقلال, صيدا والاحتلال الاسرائيلي, وضع صيدا أثناء الاحتلال وبعده.

وضع صيدا المدينة في أثناء احتلال وبعده:

لقد أحدث الاجتياح الإسرائيلي عام 1982م خراباً ودماراً كثيراً في أحياء صيدا، وعطل الكثير من المرافق الحيوية من شوارع وطرقات وشبكة المياه وتمديدات الكهرباء والتلفون والمصارف الصحية، ولكن الابن البار لمدينته الشيخ رفيق الحريري سارع إلى نجدتها ورفع آثار الخراب والدمار والنكبة التي حلت بها، فوضع معدات شركته ـ أوجيه لبنان ـ من جرافات ورافعات وناقلات وعمال ومهندسين في درجة عالية من الاستعداد لرفع ما تراكم من أنقاض، وترميم ما تهدم وتصدع من منازل ومنشآت وتعطل من شوارع وطرقات ومصارف صحية، تؤازرها المؤسسة الإسلامية التابعة لها التي انصرفت إلى إسعاف الناس، وتضميد جروحهم ومد يد العون إلى المحتاجين.

كما أن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رعى إصلاح المؤسسات الرسمية وتجهيزها وتقديم المال اللازم.

ولم يقتصر إحسان الشيخ رفيق الحريري على إزالة آثار ما خلّفه الاجتياح الإسرائيلي، بل تعدّاه إلى إصلاح المرافق العامة من خطوط إنارة، وهاتف، وتمديدات مائية وصحية، وترميم ما يقرب من ألفي مسكن، والمباني العامة والإدارات الرسمية والمراكز الثقافية والدينية.

ومن أبرز ما حققه في حقل الترميم، وهو ترميم المسجد العمري الكبير الذي أعاد إلى المسجد زهوته وقيمته الأثرية، منفقاً الأموال على إنجاز الترميم، ومشاركاً رغبة والده السيد بهاء الدين الحريري الذي يعتبر القائم بالعمل الشريف، مندفعاً بإيمانه المتين وأريحيته الإسلامية، فجزى الله الوالد والابن خير الجزاء.

كما استطاعت بلدية صيدا، بتنشيط مستمر من الشيخ رفيق الحريري ومدها بالخيرات والأموال، أن تشق شوارع وطرقات عديدة وتؤهلها، وتنشىء ساحات عدة، وتحدث شبكة للمجاري والصرف الصحي وسوقاً للخضار وغير ذلك، ما أبرز صيدا في حلة جديدة جميلة، وساهم في راحة السكان وتسهيل تنقلاتهم وأعمالهم.

ومن أهم هذه المشاريع التي تحققت:

أ ـ بولفار رفيق الحريري، وهو البولفار البحري من أمام الحمام العسكري حتى سينيق.

ب ـ طريق القملة (من بناية البراد حتى البحر، مع إقامة عبارة لمجرى الجدول).

ج ـ طريق سهل الصباغ (مستشفى حمود حتى حي البعاصيري).

د ـ طريق النجاصة (ساحة الشهداء حتى الست نفيسة).

هـ ـ طرقات سوق الخضار الجديد.

و ـ طريق بوابة الفوقا ـ رجال الأربعين مروراً بالنادي الحسيني.

ز ـ طريق مدرسة الأميركان ـ المستشفى الحكومي.

ح ـ طريق مصرف لبنان ـ دار رعاية اليتيم.

ط ـ ساحة الشهداء وحديقة عين الحلوة وحديقة حي الزويتيني وحديقة حارة صيدا ـ قياعة.

أما حركة البناء والعمران فقد انتعشت في السنين الأخيرة، فقامت العمارات الضخمة والشاهقة في وسط المدينة وعلى جانبي الشوارع والطرقات المستحدثة، وامتد العمران حتى نهر الأولي شمالاً ونهر سينيق جنوباً بل تعداه، وحتى كفر فالوس شرقاً.