×

تعليق مسيرة العودة وتحويلها الى إضراب في المخيمات

التصنيف: سياسة

2011-06-04  09:31 ص  967

 

 

أعلنت لجنة التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة الفلسطينية، تعليق التظاهرة الشعبية التي كانت مقررة إلى الحدود الجنوبية غداً الأحد، في ذكرى النكسة، وتحويلها إلى اضراب عام في كافة المخيمات في لبنان "تعبيراً عن رفض قرار المنع وتأكيداً على التمسك بحق العودة". وقد أكدت قوى فلسطينية هذا القرار، علماً ان المساعي والاتصالات السياسية والأمنية التي تولتها قيادة الجيش، أدت إلى تعليق التظاهرة.
وفي سياق مواز، حث الناطق باسم "اليونيفيل" جميع الأطراف على الحذر بشأن أي أنشطة على طول الخط الأزرق، علماً ان الجيش الإسرائيلي نفذ انتشاراً عسكرياً واسعاً داخل الأراضي المحتلة، في المنطقة الممتدة بين بوابة فاطمة والعديسة، وواصل تدعيم الشريك الشائك على طول الخط الأزرق.
تدابير أمنية لبنانية
وكانت مصادر أمنية لبنانية ذكرت ان تدبير الحجز الرقم 3، بدأ على الوحدات العسكرية والأمنية اللبنانية لضبط الأوضاع ومنع إنفلات الأمور على غرار ما جرى في 15 ايار الفائت، مشيرة الى ان المسيرة الفلسطينية الى الحدود الجنوبية أصبحت في حكم الملغاة بما لا يقبل الشك خصوصا بعد المذكرة الأمنية التي أصدرها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي والتي عممها على وحدات ومخافر ومراكز قوى الأمن في منطقة جنوب الليطاني وطلب فيها من الضباط والعناصر كافة بالتنسيق مع وحدات الجيش المنتشرة منع المسيرة في حال وصلت الى الحدود والإنتباه من المشاركين فيها بعد ورود معلومات انهم يحملون سكاكين وآلات حادة.
وقالت المصادر: حتى الآن لم توافق القوى السياسية والأمنية اللبنانية على إعطاء ترخيص للمسيرات الفلسطينية لدرس الوضع من جوانبه كافة خصوصا بعد التهديدات الإسرائيلية للبنان.
"اليونيفيل"
أعلن الناطق الرسمي باسم قوات "يونيفيل" نيراج سينغ أن القوات الدولية "ليس لديها أي تأكيد رسمي" عن المسيرات في 5 حزيران باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة. أضاف: "علاوة على ذلك، فإن أي أسئلة عن أمن التظاهرات الشعبية ينبغي ان توجه الى الجيش اللبناني، اذ تقع على عاتقه مسائل الأمن والقانون والنظام، مع أننا دائماً على أهبة الاستعداد لمساعدة الجيش اللبناني اذا ما طلَب منّا ذلك بموجب القرار 1701"، مشددًا على ان "عمليات اليونيفيل موجهة نحو تنفيذ المهام الموكلة اليها في ما يتعلق بوقف الاعمال العدائية".
وقال سينغ في تصريح: "نحن نحثّ دائماً الاطراف على ان يكونوا حذرين جدا في أي أنشطة على طول الخط الازرق بسبب حساسيته، كما نطلب منهم ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع اي تطورات على طول هذا الخط، وعليهم الاستفادة من مساعي اليونيفيل الحميدة لمعالجة اي حالة تصعيد محتمل للوضع".
إسرائيل: حالة تأهب
أفادت إذاعة "الجيش الاسرائيلي" أن الوحدات العسكريّة الإسرائيليّة وضعت في حالة تأهب تحسباً لتظاهرات فلسطينيّة مرتقبة غدا، موضحة أن "تعزيزات أرسلت إلى الحدود اللبنانية وكذلك إلى هضبة الجولان وحدود قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة".
وأشارت الإذاعة إلى أن "الجيش ألغى مأذونيات عطلة نهاية الأسبوع وجهز وحدات منتشرة على الحدود بأسلحة مكافحة الشغب لاسيما القنابل المسيّلة للدموع لمواجهة توغل محتمل من قبل متظاهرين"، مضيفة إن "الشرطة الإسرائيلية عززت أيضاً انتشارها خصوصاً في القدس الشرقية وشمال البلاد في حال إضطرت لمساندة القوات المنتشرة على الحدود، وفرضت قيوداً على الوصول إلى باحة الحرم القدسي في المدينة القديمة بالقدس لصلاة الجمعة خشية حصول اضطرابات".
زيادة السياج
وكتب عمر يحيى من كفركلا: واصل جنود الإحتلال الإسرائيلي رفع مستوى السياج الشائك القديم خلف الطريق الترابي العسكري للإحتلال وذلك على طول الخط بين مستعمرتي مسكافعام والمطلة وصولا حتى بوابة فاطمة، مدعومين بثلاث سيارات جيب هامر عسكرية. كما شوهد داخل مستعمرة المطلة تجمعا لآليات عسكرية لقوات الإحتلال ما لبثت ان تركت المكان سالكة الطرق الداخلية للمستعمرة.
وفي الجانب اللبناني، انتشر عناصر من الجيش اللبناني والكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل على طول الطريق العام المحاذي للسياج الشائك بين العديسة وبوابة فاطمة راقبوا خلالها جنود الإحتلال، فيما تمركزت ناقلتا جند تابعتان للكتيبة الإسبانية قرب الطريق العام، كما شهدت المنطقة دوريات آلية مكثفة للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل العاملة في المنطقة وخصوصا على طول الطريق المحاذي للسياج الشائك الذي يفصل بين لبنان والأراضي المحتلة انطلاقا من محور العديسة كفركلا وصولا حتى بركة النقار شرقي شبعا مرورا بمحور الوزاني العباسية.
ووصل الى المكان النائب قاسم هاشم وادلى بتصريح فقال:" بعد ان كسر الفلسطيينيون في 15 ايار الماضي حاجز الخوف الذي حاول العدو ان يزرعه في قلوبهم، نأمل ان يتحول 5 حزيران انتصارا لارادة الشعب الفلسطيني والشعب العربي، تتحطم من خلاله كل محاولات العدو بتكريس السياج الشائك".
وعن المسيرات باتجاه الحدود، قال هاشم: "حتى اليوم لم يتخذ قرار نهائي بالتوجه، ولكن لا بد ان نصل الى يوم يقرر فيه الفلسطينيون ومعهم ابناء الجنوب والجولان والشعب العربي العودة وتحرير الأرض".
وقال مؤسس "الحملة الدولية لاستعادة مزارع شبعا والاراضي اللبنانية المحتلة"، فادي ماضي، ان الدعوة الى الاعتصام امام بوابة مزارع شبعا والشريط الشائك المحاذي لبركة النقار مستمرة، بدءا من الحادية عشرة من قبل ظهر الاحد. وأكد احترامه لقرارات الجيش اللبناني ووقوفه مع المعتصمين تحت راية العلم اللبناني والجيش المقاوم، معتبرا ان هذا التحرك النضالي والذي يجب ان تحميه الدولة اللبنانية وأجهزتها هو تحرك داخل الارض اللبنانية ووفق القوانين المرعية الاجراء وخلف الخط الازرق الوهمي.
قرار التأجيل
وفي هذا الإطار، اصدرت لجنة التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة البيان الآتي: في ذروة التحضير لإحياء يوم النكسة استمرارا لمسيرات العودة التي اطلقها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في 15 ايار، تأكيدا على التمسك بحق العودة الى فلسطين ورفض كل مؤامرات التوطين والوطن البديل، والتي سالت لأجلها دماء خيرة الشباب، في مارون الراس ومجدل شمس وداخل فلسطين المحتلة، وفي وقت لا تزال التحضيرات في كافة الدول الاخرى تسير على قدم وساق، تفاجأنا بقرار السلطات السياسية والامنية الرسمية في لبنان منع المشاركين من اقامة مسيرة العودة تجاه فلسطين المحتلة. ازاء ذلك قررت اللجنة الآتي:
اولاً تأكيد التظاهر كحق من حقوق الشعب الفلسطيني للتعبير عن قضيته والتمسك بحق عودته، ولفرض تنفيذ القرار 194، وبحق اللاجئين في اقامة تحركات شعبية سلمية على الحدود الفلسطينية كافة، وعلى حقهم بتأمين الحماية اللازمة لهم من كافة القوى المعنية، بما فيها اليونيفيل المعنية بتنفيذ القرارات الدولية في الجنوب اللبناني.
ثانياً مطالبة السلطات السياسية اللبنانية باتخاذ الخطوات اللازمة التي تؤكد رفضها لمؤامرة التوطين فعلا لا قولا، وتسهيل وصول اللاجئين الى الحدود مع وطنهم للتعبير عن تمسكهم بالعودة، وبما يؤكد عدم الاستجابة للضغوط الاميركية او البلطجة الصهيونية بالتهديد بحرب يدرك الجميع ان هذا العدو اعجز واجبن عن التجرؤ بشنها، وهو لم ينس بعد طعم الهزيمة في العام 2006 على ايدي ابطال المقاومة.
ثالثاً تعليق التظاهرة الشعبية التي كانت مقررة الى الحدود اللبنانية الفلسطينية، في مناسبة ذكرى النكسة، وتحويلها الى اضراب عام في كافة المخيمات في لبنان يوم الاحد في 5 حزيران 2011، تعبيرا عن رفض قرار المنع، وتأكيد على التمسك بحق العودة، ومتابعة التحركات والاتصالات على الصعد كافة من اجل ازالة قرار المنع.
وأعلنت مصادر فلسطينية "ان اللجنة الاساسية المنظمة لمسيرات العودة إلى فلسطين، والتي كانت تحضّر "لمسيرة النكسة" غداً الأحد، إلى الحدود الجنوبية، التأمت أمس بحضور جميع اعضائها، في مخيم برج البراجنة، واتخذت قراراً بتأجيل المسيرة إلى الحدود حتى اشعار آخر".
ونقلت "NOW Lebanon" عن مسؤول العلاقات السياسية في "حركة الجهاد الاسلامي" في لبنان شكيب العينا قوله أنه "انطلاقًا من تفهّم القوى الفلسطينية للظروف اللبنانية الراهنة، فإن الأمور تتجه إلى إلغاء المسيرات التي كانت مقررة الأحد باتجاه الحدود اللبنانية الفلسطينية بمناسبة يوم النكسة"، مشيراً في هذا المجال إلى أن "الجهات المنظّمة سوف تعلن ذلك رسمياً في الساعات المقبلة مع توضيح أسباب ومبررات الإلغاء، وتحديد الخطوات البديلة التي تتضمن تحركات ومسيرات ستنفّذ في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان".
كما أفادت معلومات ان قراراً اتخذ على مستوى تحالف القوى الفلسطينية، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، بالاكتفاء بالاضراب في المخيمات والتخلي عن فكرة تنظيم مواكب شعبية تتجاوز خط الليطاني.
وأضافت المعلومات، ان القرار النهائي رسا على عدم خروج المتظاهرين من المخيمات، وقد ضغطت قيادة الجيش منذ البداية، بالتنسيق مع قيادة "حزب الله" لعدم تكرار سيناريو يوم العودة الدموي.
وجاء قرارها حاسماً منذ البداية بتحاشي الاحتكاك المباشر للمتظاهرين مع الشريط الشائك بالنظر إلى الوضع الأمني الدقيق في الجنوب إلى أن تمكنت من إقناع تحالف القوى الفلسطينية بالاكتفاء بالتعبير الرمزي في هذه المناسبة.
وفي الاتجاه نفسه، أفادت صحيفة "القبس" الكويتية، عن توالي الاتصالات والاستعدادات السياسية والأمنية لإبقاء المسيرة في اطارها السلمي الهادئ.
واشارت الصحيفة إلى أن لا اختراق، ولا حجارة، ولا خيمة أو خيم اعتصام عند بوابة فاطمة، بل مسيرة رمزية تلوّح لفلسطين بالأعلام الفلسطينية عن مسافة تحول دون أي احتكاك بين الجنود الإسرائيليين والمتظاهرين.
ونقلت "القبس" عن مصدر أمني ان هناك أفراداً أو مجموعات قد تحمل معها الأسلحة، فكان تشديد من قيادة الجيش على هذه النقطة، والتعامل بالطرق المناسبة مع أي شخص يحمل السلاح أو يحاول استخدامه، وهو ما أخذ به قادة الفصائل الذين أكدوا انهم سيتخذون كل الاجراءات اللازمة لمنع أي تجاوزت مهما كان نوعها.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا