الدور التربوي والاجتماعي للمسجد
|
|
ثالثاً : الأدوار التربوية والاجتماعية للمسجد لما كانت التربية الإسلامية تعنى ببناء الشخصية المسلمة في إطار المجتمع المسلم بناءً متكاملاً، فإن المسجد يسهم في تحقيق هذا الهدف من خلال مناشطه المختلفة التربوية والاجتماعية. ويرجع ذلك إلى أن الإسلام دين اجتماعي يسعى إلى إيجاد المجتمع الصالح وتكوين الفرد الصالح، بل إن صلاح المجتمع لازم لصلاح الفرد لزوم التربة الخصبة لإنبات البذرة. فلا يتصور الإسلام الفرد المسلم إنساناً منعزلاً في خلوة أو راهباً في صومعة، بل يتصوره دائماً في جماعة حتى في عبادته لربه. ومن هنا هدفت المساجد في الإسلام إلى تحقيق هذه الصورة الاجتماعية القوية وإقامة المجتمع المتماسك الذي تربطه في المقام الأول روابط العقيدة. لذا كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم مكاناً للعبادة والاعتكاف والتعليم والتوجيه، ومكاناً لتشاور المسلمين وتناصحهم فيما بينهم. وكان فيه التقاضي، وكان مقراً للقيادة وعقد ألوية الجيوش المجاهدة في سبيل الله، وتطبيب المرضى. فضلاً عن أنه كان مركزاً للتثقيف. كما كانت توثق به عقود الزواج، كذلك كان مكاناً لاستقبال الوفود والسفراء، إضافة إلى أنه كان يمثل داراً للإعلام، كما كان داراً للإغاثة والرعاية الاجتماعية. وسوف نعرض فيما يلي هذه الأدوار بشيء من التفصيل : هـ) المسجد دار إغاثة ورعاية اجتماعية وصحية |